الاختبارات الاسقاطية pdf |
الاختبارات الاسقاطية pdf
مقاربات نظرية
هناك
قاعدة نظرية للتقنيات الاسقاطية التي تحدد البناء النفسي للشخصية وتحليل السياقات
النفسية التي تشخص الاضطراب العقلي الفصام ،وتسمح بالتعامل مع وضعية أثناء الفحص
النفسي في مجال السيكوباثولوجيا .
1- التحليل النفسي :
إن التحليل النفسي بإصراره على الحتمية النفسية وأثر الدوافع اللاشعورية قد وجه
الطريقة النظرية الاسقاطية وجهة دينامية ، كما أن مفهوم الإسقاط نفسه يرجع إلى
(فرويد) والمفهوم التحليلي للإسقاط يعني أنه آلية دفاعية تتوسط في حل
الصراعات ،وهو يعود من حيث الأصل إلى أن يكون آلية دفاعية في حالة الهذاء paranoi،وقد بين (سيرز)(Sears) أن مفهوم الإسقاط في الاختبارات الاسقاطية يتعلق فقط بخصائص
الشخصية من حيث دوافعها وتنظيمها ،هذه الخصائص التي تؤثر في عمليات الإدراك
والحكم، غير أن علاقة الاختبارات الاسقاطية بالتحليل النفسي لم تحدد بسبب المصطلح
أو بسبب الآلية،ولكن بسبب رموز السلوك ،اللفظية والحركية، بالإضافة إلى أن معظم
الاختبارات الاسقاطية قد وضعت من طرف محللين نفسانيين مثل طرق اللعب والرسم الحر
،ولقد عمد (فرويد) إلى الكشف عن المحتوى الكامن اللاشعوري للحلم لأنه يعتبر من أولئك
الذين يعتقدون أن قيمة السلوك الظاهر في الواقع تتجلى من خلال التعبير عما هو
موجود في أعماق النفس
ومن
جهته أكد المحلل النفسي الأمريكي (زيجمانت بيتروفسكي ) الذي يعتبر أشهر من أدخل
المفاهيم التحليلية إلى الاختبارات الاسقاطية عام (1950)، وذلك حين شبه مادة
الاختبار الاسقاطي بالحلم ودعا إلى اعتماد أسلوب تفسير الأحلام في المادة
الاسقاطية وجعل بذلك الدور الأول في التحليل لدراسة دينامية العاطفية والصراعات
والبنية اللاشعورية للشخصية .
والتقنيات الاسقاطية منها اختبار الرورشاخ ممتد من مدرسة التحليل النفسي التي يمكن
النظر إليها ، بوصفه أداة بحث التي تسمح بشكل فعال في صقل العديد من البيانات ،
ويمكن استخدامها كأداة جديدة للبحث من أجل فهم أفضل للتنظيم الداخلي لها ، وخاصة
بوصفها أداة جديدة للبحث لتحليل البنية الداخلية للذات لمعالجة المشاكل الكامنة في
الحكم الذاتي النفسي لمعالجة المشكلة الحساسة المعارضة بين آليات الدفاع ، وآليات
التفريغ dégagement ، ومما
لاشك فيه يمكن أن يستخدم الرورشاخ لدراسة أوثق للبنية الداخلية للأنا الأعلى، ربما
حتى يتمكن من المساهمة بفعالية أكبر في توضيح طبيعة موقف مثال الأعلى الذات
المثالية ، خاصة في الجدال بين مسألة غرائز الموت .
(jidouard Henri 1988 p137)
2- مدرسة الجشتالت :
يجدر هنا التنويه بمدرسة الجشتالت سواء في دفعها النظريات السابقة إلى التطور ،أم
بتأثيرها مباشرة في استخدام بعض الاختبارات مثل اختبار الرورشاخ وتفهم
الموضوع (TAT)،حيث ينصب التفسير
أساسا ،وبشكل موسع ،على دراسة التنظيم الإدراكي ،ومن خلال تتبع الأسس التي تقوم
عليها مدرسة الجشتالت يتبين أنها تشكل ثورة في علم النفس ،حيث أنها أولت اهتماما
كبيرا لوحدة الكائن الحي ،وذهبت إلى الإدراك هو إدراك الكليات، وأن الكليات أسبق في
الظهور من الجزئيات،وأن هذه الجزئيات ليس لها قيمة بذاتها ،وإنما تستمد هذه القيمة
من الكل الذي تنتمي إليه ، فهي ترمي إلى اعتبار الفرد كلا ينظم نفسه بنفسه ، ولقد
كان لبحوث علماء النفس الجشتاليين في عملية الإدراك أثر واضح في الاختبارات
الاسقاطية وخاصة من خلال تلك القوانين .
3- علم النفس التجريبي :
يلح (فرانك) في مقاله المنشور عام 1939 ، وفي مؤلفه لعام 1948 على أن تطور
الاختبارات الاسقاطية يسير في موازاة مع التطور الفكري والعلمي الحديث ،وقد ذهب في
بحثه إلى أن الفزياء الجزيئية المعاصرة هي التي تمكن من فهم الأسس التي تقوم عليها
الاختبارات الاسقاطية ،فالفيزياء الحديثة حسب "فرانك " هي التي جاءت
برؤى جديدة للظواهر ، إذ تهتم اهتماما قليلا بالدراسة الكمية ذات الطابع الإحصائي
،وبدراسة الحوادث المنفردة التي تتم بصورة غير متصلة ، وبالإضافة إلى هذا فقد لجأ
(فرانك) إلى مفهوم المجال عند (اينشتاين) (Einstein) وأدرجه كأساس للاختبارات الاسقاطية مستشهدا بما وضحه هذا
الأخير حين أشار إلى أنه يجب أن يتوفر لدى الباحثين خيال علمي واسع ،حتى يمكن أن
يفهمو بأنه لا توجد لا شحن ولا جزئيات ،ولكن يوجد مجال في الفراغ بينها ،هذا المجال
يعتبر مهما جدا لفهم مختلف الظواهر الفزيائية ،
ويعتبر
هذا المفهوم في المجال غاية في الأهمية بالنسبة (فرانك)،حيث يعتبره السبيل الذي يجب أن يسلك في علم النفس ،عندما يؤكد أن مفهوم المجال
يبين أن كثيرا من المفاهيم القديمة الجزئيات ،الكل ،التنظيم تتطور شيئا فشيئا نحو
التغير ،فهو يرى أنه من الواضح أن الذي يدعى بالجزئيات ليس عبارة عن وحدات مستقلة
كما تتصور النظرية التحليلية القديمة ،أن كل جزء هو مظهر أو بعد لمركب متعدد
الأبعاد والذي تمت ملاحظته وبيانه وقياسه عن طريق الاختبار ،وعلاوة على ذلك ففي
سنوات (1927)و (1936) قدم (سانفورد)على أن الجوع أحدث زيادة احتمال تفسير الأطفال
لمثيرات غامضة على أنها ذات علاقة بالطعام والأكل ،وهو التوجه الذي حاول (ميرفي )
سنة (1942) الحصول على أدلة علمية ،
وفي نفس السنة حاول كل من (ميرفي)و(بروشانسكي) (Proshansky) دراسة
أثر الثواب والعقاب على الإدراك، ولئن كانت تجاربهما قد توصلت إلى نتائج
غامضة نوعا ما ، فإنها كشفت من جهة أخرى عن نتائج هامة تتعلق بأهمية الحاجات
والقيم كمحددات للسلوك الإدراكي.
4- علم النفس الاجتماعي :
فتقوم
على أساس افتراض مفاده أن الإدراك يتطلب وجود الموضوع المدرك والذات المدركة ولهذا
فانه لا بد انه يتأثر بهما كليهما الموضوعي والعامل الذاتي ،أما العامل الموضوعي
فقد تعمقت مدرسة الجشتالت في دراسته وفي تحديد قوانينه ،ولقد بدأ للباحثين أن
الإدراك بمعنى المعرفة الموضوعية البحتة الذي يتوقف على تلك القوانين وحدها لا
وجود له ،ولذلك اتجهت الدراسات الحديثة إلى الكشف عن العوامل الذاتية ودورها في
عملية الإدراك .
وقد
درس الباحثون كثيرون مختلف العوامل الذاتية ودورها في عملية الإدراك مثل :فكرة
المرء عن نفسه والاتجاهات والميول والرغبات وغيرها ،فأما ما يتعلق بدور فكرة المرء
عن نفسه على سبيل المثال فقد توصل (ريمي)(Raimy) من خلال دراسته في إطار العلاج النفسي غير
الموجه في النقاط التالية :
*
إن فكرة المرء عن نفسه ،من حيث هي نظام إدراكي مكتسب ،تخضع لمبادئ التنظيم الإدراكي
ذاتها والتي تتحكم في الموضوعات المدركة .
*
أنها تنظم سلوكه من خلال معرفته بوجود ذات أخرى مختلفة أثناء عملية العلاج ،وهذا
يساعد في تغيير سلوكه.
*
تضعف الرابطة بين هذه الفكرة وبين الواقع الخارجي في حالات المرض النفسي .
*
قد تكون هذه الفكرة ذات تقدير عالي لدى الفرد أكثر من تقديره لذاته الجسمية ،ولذلك
تجد بعض الناس يضحون بحياتهم من أجل فكرة ما يؤمنون بها .
*
أن فكرة المرء عن نفسه تحدد كيفية إدراكه للعالم الخارجي وعندما تتغير،فان كيفية
إدراكه تلك تتغير، كذلك كما تلعب الحاجات والقيم دورا أساسيا في عملية الإدراك
،وخلاصة ما ذهب إليه (ريمي ) هي أن العوامل الذاتية في الإدراك تعتبر مؤثرات في
حياة الفرد .
وأما
ما يتعلق أخيرا بدور الاتجاهات في عملية الإدراك فقد أشار (شريف)(Sherif) إلى أنه ذو أهمية بالغة،وملخص ما ذهب إليه انه يزداد تدخل
الاستعدادات والاتجاهات والعوامل الذاتية في عملية الإدراك بالنسبة لسلوك الفرد
،كلما كان المجال المثير غامضا ومبهما وغير محدد.
(
عدوان يوسف 2012 ص ص 38-42)
5- المدرسة التكاملية :
على
الرغم من انتقادات على مدى سنوات عديدة بسبب قلة وثوقية وصحة الاختبارات الاسقاطية
،لا تزال التقنيات الاسقاطية تستعمل على نطاق واسع في تقييم الشخصية ، اختبار بقع
حبر رورشاخ وقد تم اختبار كل من اختبار الرورشاخ وTAT وكانت النتيجة أن لديها الثقة الكافية من خلال
تعيين ووضوح المعايير ، وأظهرت الاختبارات على حد سواء صحتها في مجالات محددة من
السمات والدوافع ، لكن ليس عموما فعال في تحديد الاضطرابات نفسية ، يقترح أنه قد
تلعب دورا كأدوات إضافية ليتم استخدامها للتقديرات .
كما
استخدام اختبار رورشاخ وتفهم الموضوع في تقييم الشخصية ،غير أن هناك العديد من
إجراءات لتقييم السمات المتاحة ، والتي تختلف فيما يتعلق الهيكل والمحتوى ،
والغاية مثل اختبارات الاستبيانات مختارة بعناية ومحدودة .
و تسمح
المقاربة بين اختباري " الرورشاخ " و"TAT" من تحديد أدق وأوضح لتقييم التشخيص ، وهذا بالاعتماد على
الشرح المزدوج الذي يقدمه كلا الاختبارين وبما يوفرانه من الحركة الدينامية
من خلال التجارب والعمليات النفسية التي يمكن للفرد أن يتعامل معها .
ففي " الرورشاخ " تفكيك الصور التي تؤكد على توسع نماذج التوظيف الذهاني
التي تكون واضحة في اختبار TAT من خلال
وسيلة دفاعية ضعيفة من الامتثال التكيفي .
في سياقات أخرى ،وبواسطة التحليل فإن المظاهر المتناقضة تؤدي إلى الكشف عن تصرفات
نفسية متطابقة في كلا الاختبارين فمثلا على المستوى العيادي فيما يخص الفصامات
المزمنة ، نجد في اختبار TAT إنتاجات
مفرطة في الامتثالية ، وفي "الرورشاخ " نجد إجابات مجزئة كلية في الوهلة
الأولى يمكن أن تعتبر هذه الاستجابات مختلفة ولكن ضمنيا يمكن أن تدل على
التشبث بالمدرك إلى حد الالتصاق بالمحتوى الظاهر .
على الرغم من أن كثير من الانتقادات التي تحيط باختبار الرورشاخ
وتفهم الموضوع ،فيما يتعلق بصحة وثوقيتهما،إلا أن التجارب لا تزال تستخدم
اختبار تفهم الموضوع باعتباره أداة للتقييم الإكلينيكي وأداة البحث لدراسة
الدوافع والخيال ،وبالتالي فهذه الأدوات الاسقاطية صالحة عبر الزمن.
(John .Q,Doane .L 2002
P 135)
- المقاربة الموضوعية:
يشار
الى اختبارات الشخصية الاسقاطية هي أقل تنظيما للاستجابات ، ويأمل من
هذه الاختبارات الكشف عن التعقيدات الرئيسية للشخصية من أجل تحسين فهم الفرد
بأكمله ، ونجد وفقا لفرانك (1948) تقنيات استجابات الاسقاطية تعكس الاحتياجات
والدوافع ، المشاعر ، والتجاوب وعمليات التفكير بشكل تلقائي.
حسب تقلاسي ( (Teglasi ,
2001 جميع
التقنيات الاسقاطية تسمح بتفسير المطالب المهمة لحياة الفرد، وفي تنظيم
الاستجابات التي عادة تكون في شكل جمل مكملة ، لكن على وجه الخصوص لا
يمكن أن تكون الاختبارات الاسقاطية اختبارات معملية بالدقة المطلقة ، فهي جزء من
التحقيق الإكلينيكي التي تنطوي على فهم البشر ، فمن الطبيعي أن اختبار الرورشاخ
يقوم على الفحص الخارجي بدون الأخصائي الذي لديه معرفة دقيقة وملاحظة عميقة.
( p
2951967 Beucher.M,.Duché .D et autres)
هذا
ما جعل علماء النفس الإكلينيكي (1995) المساهمة على الكشف على أن أكثر
الاختبارات الشخصية شعبية هي اختبار منيسوتا متعدد الشخصية (MMPI-2)،اختبار الرورشاخ بقعة حبر ، واختبار تفهم الموضوع (TAT) ، و كشفت الدراسة أيضا أن كلا من اختبار الرورشاخ و
تفهم الموضوع TAT والتي
تحتل الرتبة العاشرة من أدوات التقييم الأكثر استخداما ثم اختبار بقع حبر
الرورشاخ H.Rorschach من
خلال التركيز على تغيرات أساسا من الاختلاف لعبة طفلB LETTO حسب (Hess,Zachar & tramer 2001) منذ بداية تطور الرورشاخ .
تجدر الإشارة أن التقنيات الاسقاطية أدوات سيكومترية جيدة للتوظيف النفسي وللبناء
النفسي للحياة اللاشعورية ومكانزماتها الدفاعية وخاصة في الفحص النفسي
للفصام،إلا أن هناك مقاربة تقوم على نقدهم،ا بل كأدوات مكملة لتقنيات
أخرى لتسهل عملية التشخيص ،ومن هذه التقنيات الموضوعية من بينها اختبار منيسوتا
متعدد الأوجه (MMPI-2)، والتي ركزت
الدراسات على الاتجاهات الحديثة في استخدام اختبار الرورشاخ بالاضافة
الى اختبار منيسوتا متعدد الأوجه للشخصية mmpi-2 بدلا أن تكون بديل والذي يسمح لدمج نقاط القوة في هذه
الطريقتين. (John .Q ,Doane .C .L2002
P136)
إعداد الدكتوره : مليوح خليدة - جامعة محمد خيضر (
بسكرة ) _الجزائر.
ضمن موضوع : الاختبارات الإسقاطية .