7 - أهداف التنشئة الإجتماعية :
ويمكننا أن نقف هنا على مجموعة من
الأهداف التي تسعى التنشئة الاجتماعية لتحقيقها ومن بينها
1- إن الفرد لا يولد اجتماعيا ،
ولذا فإنه من خلال التنشئة يمكنه اكتساب الصفة الاجتماعية
، والحفاظ على فطرته السليمة
وإبراز جوانب إنسانيته الحق ،
إن التنشئة تهدف إلى إكساب الفرد أو تحويله من كائن بيولوجي إلى كائن آدمي
السلوك والتصرفات ،
كما يتحول الفرد من طفل يعتمد على غيره غير قادر على تلبية حاجاته الأساسية إلى
فرد يدرك معنى المسؤولية الاجتماعية .
2- تهدف التنشئة إلى غرس ثقافة المجتمع في شخصية الفرد ، فالعلاقة وثيقة
وتبادلية بين الثقافة و التنشئة ، فكل منها يؤثر ويتأثر بالآخر ، ولعل من أبرز
وظائف التنشئة الاجتماعية قدرتها على حفظ ثقافة المجتمع ونقلها من جيل لأخر ولما
كان الفرد يولد وهو مزود بمجموعة من القدرات والصفات الوراثية التي تحدد شكله
الخارجي والمهارات العقلية ،
فالتنشئة الاجتماعية هي التي تهذب هذه القدرات والمهارات فإما أن تدفعها إلى
الأمام عن طريق تنميتها واستغلالها أحسن استغلال لصالح الفرد نفسه ولصالح
المجتمعه ،
وإما أن تشدها إلى الوراء فتعيقها عن التقدم فتصبح معول هدم بدل لبنة بناء ، حيث
يكتسب الفرد قيم جماعته فيعرف معنى الصواب والخطأ
، الحلال والحرام …. فتتكون بذلك
نظرته للحياة وللمجتمع .
3- تعمل التنشئة الاجتماعية السليمة على تنشئة الفرد على ضبط سلوكه،وإشباع
حاجاته بطريقة تساير القيم الدينية والأعراف الاجتماعية حيث تعلمه كيفية كف
دوافعه غير المرغوبة أو الحد منها، ومما يجدر ذكره أن القدر الأكبر من عملية
التنشئة الاجتماعية يتمثل في إقامة حواجز وضوابط في مواجهة الإشباع المباشر
للدوافع الفطرية كالدافع الجنسي ودوافع المقاتلة والعدوان
، وهي ضوابط لا بد منها لقيام
مجتمع سوي وبقائه ولهذا فإن هذه الضوابط توجد داخل كل المجتمعات حتى الأكثر
بدائية .
4- تعلم العقيدة والقيم والآداب الاجتماعية والأخلاقية وتكوين الإتجهات المعترف
بها داخل المجتمع وقيمه بصفة عامة ،
وذلك حتى يستطيع الفرد اختيار استجاباته للمثيرات في المواقف المختلفة التي
يتعرض لها يوميا ،
كما تعمل التنشئة الاجتماعية على تعليم الفرد أدواره الاجتماعية والتي يشغلها
الافراد باختلاف الجنس والسن ،
فدور المرأة مختلف عن دور الرجل ودور الطفل مختلف عن دور الرجل الناضج وتجدر
الإشارة إلى أن الأدوار الاجتماعية تختلف أهميتها باختلاف المجتمع كذلك…
5- غرس عوامل ضبط داخلية للسلوك وتلك التي يحتويها الضمير و تصبح جزءاً أساسياً ،
لذا فإن مكونات الضمير إذا كانت من الأنواع الإيجابية فإن هذا الضمير يوصف بأنه
حي ،
وأفضل أسلوب لإقامة نسق الضمير في ذات الطفل أن يكون الأبوين قدوة لأبنائهما حيث
ينبغي ألا يأتي أحدهما أو كلاهما بنمط سلوكي مخالف للقيم الدينية و الآداب
الاجتماعية (محي الدين ،1982)
هذه إذا على العموم أهم الأهداف التي
تسعى التنشئة الاجتماعية لتحقيقها.
ويمكن القول إذا أن التنشئة الاجتماعية عملية معقدة متشعبة الأهداف والمرامي
تستهدف مهام كثيرة وتحاول بمختلف الوسائل تحقيق ما تصبوا إليه ويبقى محتوى
ومضمون عملية التنشئة
الاجتماعية يختلف من مجتمع إلى آخر وتكون الشخصية الفردية كمعطى من المعطيات
ذات أنماط مختلفة باختلاف تلك الثقافات التي تحدد مضمون التنشئة الاجتماعية .
8- أخطاء
عملية التنشئة
إضافة إلى
وجود أخطاء عملية التنشئة الاجتماعية : تستهدف عملية التنشئه الاجتماعية
السليمه افراز اشخاص أسوياء قادرين على التفاعل السوي مع مجتمعهم، يؤمنون
بالمعتقدات الإسلامية الصحيحة، قادرين على ترجمتها في نواحي واقعهم الاجتماعي
فيما يتفق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، يعد سوياً ومن يخالفها يعد منحرفاً. وقد
تقع الأسر في بعض الأخطاء تؤدي إلى معاناة الأبناء في الكبر من مشكلات نفسية
وسلوكية منها: إهمال الام، وسوء معاملة الطفل، ومعاملته كراشد متجاهلين مرحله
الطفولة.
ومرحله
الطفولة يجب ان تلقى الرعاية السليمه من معرفه دوافع الاطفال وحاجاته الأساسية
مثل التوحد _ الحاجة إلى الامن والتقدير الاجتماعى والحاجه لتقدير الذات
والتعبير عنها ، كذلك معرفه طريقه تفكيره ونظرته الخاصة الينا والى العالم
المحيط به ايضاً ادراك اهميه الطفولة ويمكن التنويه إلى ذكر بعض الاخطاء التى
يقع فيها الاباء والمربيون خلال عملية التنشئة الاجتماعية وهما مايلى :
-التسلط: هو فرض الوالدان أو من يحيط
بالطفل من أخوته أو أقاربه رأيهم عليه، ويتمثل ذلك في عدم تلبية حاجات ورغبات
الطفل أو الحد من بعض السلوك المرغوب فيه تحقيق رغباته ولو بالطرق المشروعة.
إثارة
الألم النفسى: هو السخرية من الطفل كلما جاء بسلوك غير مرغوب فيه، أو أتى بسلوك
لتحقيق رغبة يراها أنها تصطدم بالقيم والأعراف، كما يكون ذلك عن طريق تحقيره
والتقليل من شأنه كلما جاء بسلوك أي كان نوعه.
-القسوة:
هو أسلوب يتبعه الأباء في
فرض الآداب والقواعد التي تتناسب مع مراحل عمر الطفل وذلك باستخدام الضرب البدنى
أو التهديد به مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، وعدم الاعتماد الذاتي وضعف
الضمير وكراهية الأسرة والمجتمع.
-التدليل:
هو عناية الأسرة المفرطة
عن الحد المعقول في تربية الطفل والتجاوز عن عقابه لأي سلوك خاطئ يقوم به. وعدم
توجيهه لتحمل المسؤولية مما يخلق فيه التهاون والكسل.
-الإهمال
الإهمال من قبل الآباء يجعل
الطفل يشعر بفقدان الإحساس بالأمن المادي والنفسي، وترك الطفل دون تشجيع على ما
يقوم به من سلوك مرغوب فيه، أو محاسبته على السلوك الخاطئ. ومن أشكال الإهمال
عدم الإنصات إلى مايقوله أو ما يبديه من رأي، وإهمال حاجاته الشخصية، وحالات
الانفصال والطلاق، وخروج الأم للعمل، وكثرة أفراد عدد الأسرة.
-التذبذب:
عدم استقرار الوالدين في
الاتفاق على أسلوب تربية الطفل من ثواب وعقاب مما يؤدي إلى اهتزاز قيم العدالة
في نظره، مما يجعله في حاله قلق وتوتر.
-التفرقة:
يلجأ أحد الوالدين إلى
تفضيل أحد الأبناء لأسباب كثيرة منها الجمال، والذكاء، وولد جاء بعد معاناة، أو
متفوق دراسياً، مما يكون سلوكًا عدائيًا من أخوته.
-الحرمان:
حرمان الطفل من الحصول على
حاجاته الاساسية المادية والمعنويه ، مما يسبب له الشعور بالعجز ، ومن اشكال
الحرمان فقد الطفل لحنان وعطف الاب ممايؤدى لظهور الامراض النفسية وسوء التكيف
مع المجتمع
-الاعجاب الزائد:
هو اظهار الاعجاب
باحد الابناء والتعبير عن ذلك اساليب المدح امامه وامام الاخرين مما يعكس صور
ضاره على الطفل منها .شعور الطفل
بالغرور المفرط والثقة الزائدة بالنفس كثرة مطالب الطفل (عبد
الواحد علواني،1997 ، ص 28)
-الاتكالية:
هى عدم جعل الفرد يتحمل
بعض المسؤليات في صغره وتليه كل طالباته دون تحمل من قبله .سيعرضه في المستقبل
إلى فقدان الثقة الذاتية ويجعل منها شخص اتكالى يعتمد على غيره مما يعرضه للفشل
ولاحباط وعدم التكيف مع نفسه ومع المجتمع
-نقد الطفل انفعاليًا:
هى تعرض الطفل
للتحقير والسخريه يسبب نقص يعانى منه جسمه أو قدراته او استعداته وعقابه المستمر
لاتفه الاسباب ومقارنته بالاخرين او هجر الطفل وطرده بسبب ظروف الام والاب
النفسية .
-الحماية الزائدة:
هى بقاء الطفل في
احضان والديه وتدليله وتلبيه كل رغباته وامانيه وخوفهم الزائد من تكوين صداقات
خارجيه سيجعل من الطفل شخصيه منطويه غير اجتماعيه . ضعيفا غير قادر على التاثير
واكتساب المناعه الطبيعية ضد الامراض الجسميه والاجتماعيه والنفسيه.
الخاتمة
في الختام مما سبق
الذكر عن التنشئة الاجتماعية حيث تختلف من مجتمع لأخر ,فلكل مجتمع اسلوبا ومنهجا
في التنشئة يختلف عن المجتمعات الاخرى مع تباين في درجة الاختلاف كما تختلف
التنشئة داخل المجتمع ذاته ,حيث تتباين علي المستوى الحضري او الريفي او
المجتمعات البدائية كما تختلف من طبقة الي اخري في المجتمع الواحد ويرجع هذا
الاختلاف الي اختلاف المجتمعات في العادات و التقاليد والثقافة
|