بحث عن الصحة النفسية pdf
بحث كامل حول الصحة النفسية pdf |
محتويات البحث
- تعريف الصحة النفسية
- العوامل المؤثرة في الصحة النفسية
- معايير الصحة النفسية
- اهمية الصحة النفسية للمجتمع
- أهمية الصحة النفسية للعامل
- الاضطرابات النفسية في المجال المهني
- الخاتمة
- المراجع
تمهيد:
تعتبر الصحة النفسية بمعناها الواسع توجيه الأفراد إلى فهم حياتهم و التغلب على مشكلاتهم، حتى يستطيعوا أن يحيوا و أن يحققوا رسالتهم كأفراد متوافقين مع المجتمع.
و نظرا لما تمثله الصحة النفسية من أهمية كبيرة للعمال من الناحية الاقتصادية و الإنسانية على حد سواء ، نجد أن العديد من الدراسات و البحوث اهتمت بالصحة النفسية و الدور الكبير الذي تلعبه في زيادة أداء العامل في المنظمة ، كونها تعتبر العامل الرئيسي في زيادة إنتاجية العامل و عطاءه في المؤسسة ، فهي أساس التوافق و الكفاية. و هذا ما سنتطرق إليه في هذا الفصل باعتباره المتغير المستقل للدراسة ، و للتعرف عليه أكثر تطرقنا إلى العناصر التالية, أولا تعريف الصحة النفسية ، ثم العوامل المؤثرة على الصحة النفسية ، تليها معايير الصحة النفسية ، ثم مظاهر الصحة النفسية ، وبعدها الاضطرابات النفسية والعقلية في الصناعة ,و أخيرا أهمية الصحة النفسية للعامل .
- 1 تعـــــــــريف الصحـــــــــة النفــــــــسيـــــــــة:
ليس من السهولة بمكان وضع تعريف محدد للصحة النفسية لان ذلك يتطلب تحديد ماهية النفس, فالصحة النفسية تكوين فرضي يمكن التعرف عليه من خلال بعض الظواهر الإنسانية التي تخص سلوك الإنسان وشخصيته. ولقد تعددت وتنوعت تعريفات العلماء والباحثين في الصحة النفسية,فما من نظرية أو مذهب أو مدرسة في علم النفس إلا وافترض تعريفا في الصحة النفسية,ويمكن إجمال التعريفات المقترحة للصحة النفسية في :
تعريفـــــــــــــــــــــات أصحاب المــــــــــــــــــدارس للصحة النفسية :
- التحليــــــــــل النفســــــــــي :
مؤلفها سيجموند فرويد Freud وتركز هذه النظرية على الخبرات في مرحلة الطفولة.
في بداية التحليل النفسي كان مفهوم الصحة النفسية يعرف باعتباره نقيضا للمرض, فكان مجرد غياب الأعراض ثم أصبح يعني غياب أنواع الصرع اللاشعوري المعطلة لإمكانات الفرد في قطاعي الانجاز والحب الناضج بحيث يمكن تعريف الصحة النفسية بحسب فرويد فإنها القدرة على الحب والعمل والاستمتاع بالعمل الخلاق, فالصحة لنفسية وفقا للتحليل النفسي ليس نفيا أو إلغاء لما هو طفلي أو لا شعو ري وليس امتثالا لواقع جامد, بل هو تفاعل دينامي خلاق بين هذه المكونات جميعها, ويعرف فرويد الصحة النفسية بقوله أينما يتواجد الهو تتواجد الأنا, وتحرص هذه النظرية على متطلبات الواقع الاجتماعي الذي يعمل على التوافق بين عناصر الشخصية الثلاثة الهو والانا و الأنا الأعلى (ربيع,2000,ص42 -48 (
ب- الاتجــــــــــــــاه السلــــــــــوكي:
من روادها ثورنديك, وطسون,بافلوف, وسنكر تعرف المدرسة السلوكية الصحة النفسية بان يأتي الفرد السلوك المناسب في كل موقف حسب ما تحدده الثقافة والبيئة التي يعيش في كنفها,فالمحك المستخدم هنا للحكم على صحة الفرد النفسية محك اجتماعي, فالسلوكية تعتبر البيئة المنزلة الأولى واعتبرها من أهم العوامل التي تعمل على تكوين الشخصية (عبد الغفار,2001,ص33-46(
ج- الاتجـــــــــــــاه الإنسانـي:
ويعد كل من كارل روجرز وأبراهام ماسو من أشهر رواد هذا الاتجاه الصحة النفسية كما يراها ماسلوMaslow هي تحقيق الذات ويذهب ماسلو إلى أن صاحب الشخصية السوية يتميز بخصائص معينة بالقياس إلى غير السوي,ويعتقد انه إذا اقتصرت دراسة الاخصائين النفسانين على العجزة والعصابين ومتخلفي النمو فإنهم بالضرورة سيقدمون علما عاجزا, ولكي يمكن نمو علم للإنسان أكثر اكتمالا وشمولا يصبح حتما على علماء النفس دراسة الذين حققوا إمكاناتهم إلى أقصى مداها, حيث قام ماسلو بدراسة مجموعة من الأشخاص حققوا ذواēم, فقد اختار الطريقة المباشرة فدرس أصحاء من الناس الذين تتجلى وحدة شخصياتهم وكليتها بوضوح أكثر بوصفهم أشخاصا حققوا ذواتهم (أبو نجيلة, وأبو إسحاق,1997,ص23-25 (
خلاصة القول إن تعريفات أصحاب المدارس المختلفة لا تتعارض فيما بينها من حيث تعريفها للصحة النفسية و لا تتعارض أيضا مع التعريفات العامة والقاسم المشترك الذي يجمع بين هذه التعريفات جميعا من الناحية العملية يبدو في الاتفاق على ثلاث نقاط رئيسة هي: إن الصحة النفسية ليست مرادفا للاطمئنان أو سلامة العقل وهي ليست غياب الصراعات الانفعالية والوجدانية, ولا تعني أيضا التكيف والتوافق بمعنى المسايرة والتمسك بالتقاليد, ولكن الخلاف الحاد ينشب إذا انتقل الحديث والنقاش من تعريف الصحة النفسية والشخصية السوية إلى ديناميتها والمحددات الفاعلة.
2 - المفاهيم المرتبطة بالصحة النفسية
أ- التوافق الشخصي : هو مجموعة من الاستجابات المختلفة التي تدل على تمتع الفرد, و شعوره بالأمن الشخصي ، كم يتمثل في اعتماده على نفسه ،و إحساسه بقيمته ، و شعوره بالحرية في توجيهه السلوك دون سيطرة الغير ، و الشعور بالانتماء ،و التحرر من ميل إلى الإنفراد ، و الخلو من الأمراض العصابية ،و كذلك شعوره بذاته ،أو برضاه عن نفسه ،و بخلوه من علامات الانحراف النفسي
ب- الإحباط : يعتبر الإحباط من المفاهيم الأساسية في مجال الصحة النفسية ، و هو مواجهة الفرد لما يمنعه أو يعيقه في تحقيق أهدافه و إشباع دوافعه ، و هو أيضا انفعالية و دافعية يشعر بها الفرد عندما يجد ما يحول دون إمكانيته لتحقيق ذاته ،أو غاياته
ت- العدوان :هو سلوك يوجه نحو الغير ،الغرض منه إلحاق الضرر النفسي و المادي ، و قد يوجه نحو الذات فيلحق الضرر بها
ث- القلق : نوع من الانفعال المؤلم يكتسبه الفرد و يكونه خلال المواقف التي يصادفها ، فهو يختلف عن بقية الانفعالات غير السارة (كالشعور بالإحباط ، أو الغضب ، الغيرة ) لما يسببه من تغيرات جسمية داخلية يحس بها الفرد ،و أخرى خارجية تظهر على ملامحه بوضوح
ج- الصراع النفسي:هو تعرض الفرد لقوى متساوية تدفعه باتجاهات متعددة مما تجعله عاجزا عن اختيار اتجاها معينا و يترتب عليه الشعور بالضيق و عدم الارتياح،و كذلك القلق .وهذا ناتج عن صعوبة اختياره ، أو اتخاذ القرار بشأن الاتجاه الذي يسلكه (أديب محمد الخالدي ،99،2009-134 .(
3 - العوامل التي تؤثر في الصحة النفسية
أ- الأسرة :
يقول علماء النفس أن الرجل هو امتداد لطفولته ، فالطفولة السوية تؤدي إلى رجل سوي .و الأسرة هي التي تضع نواة و أسس شخصية الفرد في السنوات الخمس الأولى من حياته ، و لذا إذا كانت هذه الأسس سليمة شب لنا العاملين الأسوياء . و قد يعاني العاملين من عدم القدرة على التوافق الحسن نتيجة ما اكتسبوه من داخل أسرهم من صفات سلوكية شاذة
كعدم تحمل المسؤولية ، عدم احترام المواعيد عدم المحافظة على النظام ، الأنانية المفرطة و مثل هذه الصفات كفيلة أن تحول بين العاملين و بين نجاحهم في عملهم ، فالعامل الذي لا يتحمل المسؤولية أو لا يحترم مواعيد عمله أو لا يحافظ على النظام العمل الذي يحدد سير العمل لا يمكن أن يكون عاملا ناجحا مما يترتب عليه سوء تكيفه مع عمله و بالتالي يؤدي إلى سوء صحته النفسية.
ب- المدرسة :
و العامل الذي عاش في طفولته عددا من السنوات في مدرسة يسودها جو من النظام و الانضباط و الحرية و الديمقر اطية يقوده معلمون رأى فيهم نماذج للإخلاص و الجدية و حب العمل سيشب دون شك متحليا بهده الصفات الصالحة التي تجعل منه إنسانا ناجحا في عمله مما يدعم صحته النفسية ، أما الذي تربى في مدرسة يسودها الفوضى و الاضطراب و التسيب و عدم الاحترام العمل فسيكون نصيبه الفشل في عمله و سوء التكيف معه لما اكتسبه في مدرسته من صفات سيئة ، و هذا مما يؤثر على سوى صحته النفسية .
ت- طبيعة العمل :
لقد ثبت أن طبيعة العمل الذي يمارسه العامل من العوامل التي تؤثر على سلوكه فهناك من يضطر العامل فيها إلى التعامل مع أشخاص سيء السلوك كمن يتعامل مع اĐرمين و المنحرفين ، و هناك مهن يتعامل فيها الفرد مع أشخاص من بيئات اجتماعية معينة كسائق العربة الكارو مثلا ، مثل هذه المهن تؤثر على سلوك العاملين فيها تأثيرا سيئا مما يجعل قدرا غير قليل من سلوكهم غير سوي و هذا بدوره يؤدي إلى سوء تكيفهم و بالتالي إلى سوء صحتهم النفسية و هناك مهن أخرى تدرب العاملين فيها على الصبر و الدقة و النظام و تعودهم على الأحكام الموضوعية في حياēم ، مثل هذه الصفات الحميدة كفيلة بأن تجعل سلوكهم سلوكا حميدا يساعدهم على التكيف الحسن و يدعم سلوكهم
ث- ظروف العمل :
لكل عمل ظروفه الخاصة به ، فمن الأعمال ما يؤدى في مكان نظيف مكيف الهواء ، و منها ما يؤدى في مكان شديد الحرارة ، و منها ما يؤدى في مكان جوه مليء بالشوائب و الأتربة . فإذا كانت ظروف العمل صعبة و غير مناسبة للفرد و لحالته الصحية ، فإن هذا سيؤدي إلى عدم الارتباط بهذا ا العمل و عدم حبه له و كذا عدم الرغبة في بذل الجهد فيه مما يؤثر تأثيرا سيئا على سلوك العامل و على صحته النفسية و العكس صحيح .
ج- القيم المرتبطة بالعمل:
إن اتجاهات أفراد المجتمع نحو عمل معين له تأثيره القوي على سلوك العاملين فيه و على صحتهم النفسية ، لذا نجد أن العاملين في أعمال تقابل بالاحترام و تقدير الآخرين يسعدون بهذاا العمل و يرضون عنه و يسلكون السلوك الذي يتناسب و مكانتهم الاجتماعية كالمهندسين و القضاة و الأطباء و رجال الأعمال و كبار الموظفين ....الخ . أما الذين يعملون أعمال لا تقابل بالتقدير و الاحترام كمن يعملون في الأعمال اليدوية و صغار الموظفين ، فإن هذا ما يجعلهم غير سعداء بهذا العمل و غير راضين عنه مما يؤثر تأثيرا سيئا على تكيفهم و صحتهم النفسية .
د- حاجات العاملين و مدى إشباعها:
مما لا شك فيه أن السلوك الأفراد و صحتهم النفسية يتأثران بمدى إشباع حاجاتهم، ، فالعامل الذي لا يستطيع إشباع حاجاته الأساسية لانخفاض أجره مثلا تكون مشكلاته السلوكية كثيرة منها عدم القدرة على التركيز في عمله و سخطه على هذا العمل و تصرفاته عنه . حيث يكون كل اهتمامه منصبا على البحث عن و سيلة مشروعة لإشباع هذه الحاجات التي يعجز عن إشباعها ، هذا بجانب إحساسه بالإحباط و الفشل مما يؤدي إلى العدوان آو الانطواء أو عدم المبالاة في عمله . و هذه من سمات سوء الصحة النفسية ، أما العمل الذي يمكن أفراده من إشباع حاجاēم البيولوجية و النفسية و الاجتماعية . فانه قطعا سيؤدي إلى رضاهم و سعادتهم و بالتالي سيكون له دوره الهام في تدعيم صحتهم النفسية. (عويد سلطان مشعان1993 ،329-332 .(
4- معــــــــــــــايير الصحــــــة النفسيـــــــــة
تتحد معايير الصحة النفسية بنمط ما يدور في واقع الأفراد و يواجههم من ضغوطات ، و تتحدد بمدى غياب عناصر الشعور بالأمن المادي و الاقتصادي و الاجتماعي ، فالصحة النفسية نمط إنساني اجتماعي يرتبط بوجود الإنسان و واقعه. و من معايير قياس الصحة النفسية ما يلي:
أ- المعيار الإحصائي
أي ظاهرة نفسية عند قياسها إحصائيا تتوزع وفقا للتوزيع الإعتدالي ،بمعنى أن الغالبية من العينة الإحصائية تحصل على درجات متوسطة في حين تحصل فئتان متناظرتان على درجات مرتفعة (أعلى من المتوسط) و درجات منخفضة (أقل من المتوسط) . و بهذا المعنى تصبح السوية هي المتوسط الحسابي للظاهرة في حين يشير الانحراف إلى طرفي المنحى إلى اللاسوية، فالشخص اللاسوي هو الذي ينحرف عن المتوسط العام للتوزيع الإعتدالي
. و من المأخذ على هذا المعيار أنه قد يصلح عن الحديث عن الناس العاديين من حيث الصفات الجسمية مثل الطول و الوزن ، بينما لا يصلح هذا المعيار في حالة القياس النفسي ،لان القياس النفسي يقوم على أسس معينة إن لم يتم مراعاتها يصبح الرقم الذي نخرج به رقما مضللا و لا معنى له ،لأن القياس النفسي هو قياس نسبي غير مباشر ، فمثلا عند قياس الذكاء فنحن نفترض وجود الذكاء و لكنه بشكل واقعي غير ملموس ، ولكن نستبدل عليه من صفات الفرد.
(عبد الغفار ،2001، 58 -61 .(
ب- المعيار الذاتي الظاهري
السوية تتحدد هنا من خلال إدراك الفرد لمعناها ، فهي كل ما يشعر به الفرد و يراها من خلال نفسه ، فالسوية هنا إحساس داخلي و خبرة ذاتية ، فإذا كان الفرد يشعر بالقلق و عدم الرضا عن الذات فإنه يعد وفقا لهذا المعيار غير سوي ،فمن الأصعب الاعتماد على هذا المعيار كليا لأن معظم الأفراد الأسوياء تمر بخبرتهم حالات من الضيق و القلق .(غريب ،137،1999-138 .(
ج - المعيار الإجتماعي
تتحدد السوية في ضوء العادات و التقاليد الاجتماعية حيث تكون السوية مسايرة للسلوك المعترف به اجتماعيا ،و يعني ذلك أن الحكم على السوية أو اللاسوية لا يمكن التوصل إليه إلا بعد دراسة ثقافة الفرد ، و يخلو هذا المعيار من مخاطر المبالغة في الأخذ بمعاير المسايرة ، أي باعتبار الأشخاص المسايرين للجماعة هم الأسوياء في حين يعتبر غير المسايرين هم الأبعد عن السوية ،
فهناك خصائص لا سوية ك الانتهازية تكتب مشروعيتها في إطار من الرغبة الاجتماعية ،فالمسايرة الزائدة في حد ذاتها سلوك غير سوي .(ربيع ،90،2000 .(
د - المعيــــــــــــار الباطنـــــــــــــــي
هو معيار يجمع بين مزايا معظم المعايير السابقة و يعمل على تجاوز مثاليها(مخيمر ،32،1979 ) فالحكم ليس خارجيا كما هو الحال في المعايير الإحصائية ، كما أنه ليس ذاتيا كما هو الحال في المعيار الذاتي ، إنما يعتمد هذا المعيار على أساليب فاعلة تمكن الباحث قبل أن يصدر حكمه من أن يصل إلى حقيقة شخصية الإنسان الكامنة غي خبراته الشعورية و اللاشعورية أيضا
(إيمان فوزي ،2001، 22) .
5 - مظـــــــــــــاهر الصحة النفسيــــــــــــة
إن للصحة النفسية مؤشرات و مظاهر و مظاهر تدل عليها منها:
أ- الاتزان الانفعالي: و هو حالة من الاستقرار النفسي ، حيث يكون الفرد مزود بالقدرة على للمثيرات المختلفة و هذه القدرة هي سمة الحياة .
ب- الدافعية: و هي التي تدفع الفرد للقيام بنشاط معين ،و هي القوة المحركة و الموجهة لنشاط الفرد نحو تحقيق أهدافه .
ت- الشعور بالسعادة :المتمثل في اعتدال المزاج ،و التعبير بالرضا عن الحياة.
ث- التفوق العقلي: حيث أن الطاقة العقلية للإنسان تعد مظهرا من مظاهر الصحة النفسية .
ج- (أديب محمد الخالدي 2009 59-77 )
ح- غياب الصراع النفسي الحاد : الداخلي و الخارجي
خ- النضج الانفعالي :بحيث يعبر الفرد عن انفعالاته بصورة متزنة بعيدة عن التعبيرات البدائية و الطفولية
د- التوافق النفسي: المتمثل في العلاقة المتجانسة مع البيئة حيث يستطيع الفرد الحصول على الإشباع اللازم لحياته مع مراعاة ما يوجد في البيئة المحيطة من متغيرات.(ربيع، 2000 ،92-99 .(
6 - أهمية الصحة النفسية للمجتمع:
الصحة النفسية مهمة للمجتمع بكل عناصره مثل المدرسة, مكان العمل, الأسرة فهي تعمل على السعادة والتكامل لأفراد المجتمع وتهتم أيضا بعلاج المشكلات الاجتماعية التي تؤثر على نمو شخصية الفرد في عدة مجالات منها:
- مجال العمل:
الصحة النفسية ضرورية في مكان العمل لانها تساعد على تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية فمن أهداف الصحة النفسية بناء شخصية متكاملة بحيث يقبل الفرد على تحمل المسؤولية مشتغلا طاقاته إلى أقصى حد ممكن ولكي يتحقق ذلك يجب تحقيق التوافق النفسي والشخصي والاجتماعي.
- مجال الأسرة:
العلاقات السوية بين أفراد الأسرة تؤدي إلى نمو الطفل نموا سويا حيث يشكل صحة الأبوين النفسية أهمية كبيرة لتماسك الأسرة وسعادتهامما يساعد على خلق جو ملائم لنمو شخصية الأبناء.
- مجال المدرسة:
الصحة النفسية لها أهمية كبيرة في مجال التعليم وخاصة في المدرسة حيث العلاقات السوية بين الإدارة والمدرسة تؤدي إلى نموهم النفسي السليم وذلك يؤدي إلى النمو التربوي والنفسي السليم للتلميذ والعلاقة الجيدة بين المدرسة والبيت تساعد على رعاية النمو النفسي للطفل وهناك بعض المعايير التي حددها بعض الباحثين مثل وولمان(1976 ) وهي:
1- العلاقة بين طاقة الشخص وانجازاته : يجب أن تكون قدرات الفرد مناسبة لطموحاته وقدراته وإمكاناته حيث يتم وضع أهداف ومستويات طموح ممكنة حتى لا يصاب الفرد بالاضطراب النفسي عند عدم تمكنه من جعل طاقاته الجسدية والنفسية أمرا واقعا
2- الاتزان العاطفي: يعني الاتزان بين الانفعالات والمؤثرات بحيث يكون هناك اتزان بين الموقف المؤثر ونوع الانفعال مثال الحزن يجب أن يكون بالقدر الذي يستدعيه الموقف المؤثر حتى لا نحكم على اضطراب الشخصية.
3- صلاح الوظائف العقلية:وذلك يشمل الإدراك والمحاكمات وعمل الذاكرة وغير ذلك من الوظائف التي تمثل التفكير
4- التكيف الاجتماعي : ويعني مستوى توافق الفرد مع الجماعة وتفاعله معها , فالفرد السوي يجب ان يكون متعايشا بسلام مع الآخرين على أساس الاحترام المتبادل ويحب من ينتمي للجماعة ويقيم علاقات اجتماعية سوية معهم (شعبان,1999,ص35 .)
7 - أهمية الصحة النفسية للعامل:
الصحة النفسية للعامل لا تقل خطرا ولا أهمية عن الأمراض الجسمية,فالحالة النفسية تؤثر على إنتاجية العامل, وعلى مقدار تعرضه لحوادث العمل وإصابته, وعلى ذلك فمن الحكمة توفير جو صحي من الناحية النفسية والعقلية للعمال,والعمل على حل مشاكلهم وإعطائهم حقوقهم وإلزامهم بالقيام بواجباēم الوظيفية حتى لا ينقلب الحال إلى المغالاة في المطالبة بالحقوق العمالية أو الفوضى والتسيب,والعمل على محاربة العادات السيئة كإدمان الخمور والمخدرات والسهر والمقامرة, والمعروف إن إصابة بأي من الأمراض النفسية أو العقلية أو الانحرافات السلوكية يضاعف من خطر الأمراض المهنية ويزيد من خطورتها, ويحتاج العمل إلى ضرورة توفير الرعاية النفسية للتخلص من الشعور بالتعب والملل,وقد تؤدي الإدارة السيئة إلى إصابة العامل بالقلق والتوتر حين تلاحقه الإدارة مطالبة إياه بزيادة إنتاجه بما يفوق طاقته فيشعر بالتوتر.
الخاتمة
وما يمكن استخلاصه في النهاية إن للصحة النفسية أهمية كبرى في حياة الإنسان , فهي تساعده على التوافق السليم والناجح في شتى مجالات الحياة, وبالتالي إذا توافق الفرد مع ذاته ومجتمعه سيعود بالإيجاب على أداء عمله أداء جيدا وسيثمر إنتاجا أوفر مما يساعد المؤسسة على الرقي والتطور