عناصر البحث
- مقدمة
- تعريف العلاج المعرفي السلوكي
- مبادئ العلاج المعرفي السلوكي
- خصائص العلاج المعرفي السلوكي
العلاج المعرفي السلوكي تعريفه مبادئه و خصائصه pdf |
مقدمة
يتناول هذا البحث العلاج المعرفي السلوكي الذي يمثل أحد الأساليب العلاجية الحديثـة، وبالرغم من أن ميدان العلاج النفسي المعاصر يزخـر بمـدارس وأسـاليب متعـددة قـد تصـل إلـى أكثـر مـن مائـة شـكل مـن أشـكال العـلاج النفسـي، وازاء هدا التناقض اعتبـر روزن (1990, Rosen (العلاج المعرفي السلوكي نموذجـا لأحسـن الاسـتراتيجيات العلاجيـة يحتـوي نظريـة تكامليـة فـي تغييـر السـلوك، تقـوم علـى التكامــل بـين تـيارات متنوعـة فـي العـلاج النفسي .
فالعلاج المعرفي السلوكي عبارة عن مجموعة فاعلة جدا من الإجراءات التي تتضمن التقييم والتخطيط واتخاذ القرارات، وتوظيف التقنيات، كما يمارس المعالج فيه د ورا فاعلا نشطا وداعما مستخدما طيفا واسعا من الفنيات بدء بالتعليم النفسي والاكتشاف الموجه وصولا إلى لعب الأد وار والتعريض السلوكي الحي أو المتخيل، مما يساعد المرضى على التعامل مع أنماط التفكير اللاتكيفي، واحلال طرق تفكير أكثر عقلانية وأكثر توافقا.
كما يعتمد العلاج المعرفي السلوكي علاقة علاجية تعاونية بين المعالج والمريض تتحدد في ضوئها المسؤولية الشخصية للمريض عن كل ما يعتقده من أفكار مشوهة واعتقادات لا عقلانية مختلة وظيفيا تعد هي المسؤولة في المقام الأول عن تلك الاضطرابات التي يعاني منها المريض، وما يترتب عليها من ضيق وكرب (عادل محمد،2000،17.(
كذلك يركـز العـلاج المعرفـي السـلوكي علـى دور التفكيـر والتوقعـات والمعتقـدات فـي تطـوير الاضــطرابات واســتمرارها، وبالتــالي يعمــد إلــى تغييرهــا باســتخدام الإجــراءات المســتمدة مــن نظريات التعلم المبنية على التعلم بالملاحظة والعمليات المعرفية.
1- تعريف العلاج المعرفي السلوكي
يشير مصطلح معرفي COGNITIVE إلى النشاط العقلي المتصل بالتفكير وما يرتبط من تذكر،ٕو إد راك واستدلال، وحكم ووعي للعالم الخارجي، وتداول المعلومات وتخطيط به وا أنشطة العقل البشري...، وغير ذلك. ويشتمل السلوك المعرفي على الأفكار والمعتقدات، والتي يظل كثير منها خصوصية ذاتية ( أحمد عبد الخالق، 2006 ،112 .(
فلكــل منــا أفكــاره الثابتــة ومعلوماتــه المختزنــة التــي ترشــد وتحــدد بنيــة تفكيــر ه، وقــد حــدد مايكنبـاوم البنيـان المعرفـي علـى أنـه الجانـب التنظيمـي للتفكيـر، والـذي يبـدو أنـه يـنظم ويوجـه إستراتيجية ومسار واختيار الأفكار، فهو بمثابة "مشغل تنفيذي" يمسك بمخطـط التفكيـر ويحـدد وقت مقاطعة أو تعديل أو استمرار الفكرة. و يتضمن البنيان المعرفـي مـا لا يتغيـر بـتعلم كلمـة جديـدة ولكـن مـا يتغيـر بـتعلم مهـارة كلمـة جديـدة ، مثـل مهـارة الاسـتماع إلـى الحـوار الـداخلي للشخص ذاته
( لويس مليكة، 1994 ،121)
وهكــذا فــإن البنيــان المعرفــي أو المخططــات هــي خطــط عقليــة مجــردة تــنظم المعلومــات ولهــا دور كبيــر فــي توجيــه ســلوك الإنســان ، فهــي تمثــل أنماطــا مــن التفكيــر ثابتــة، وطويلــة الأمـد، كمـا تمثـل تقييمـات الفـرد عـن خبراتـه السـابقة، وهـي عمليـة نظـم لمعلومـات قديمـة لهـا علاقـة بـالموقف الحـالي، وتسـهل عمليـة معالجـة المعلومـات الجديـدة المتعلقـة بـالموقف، حيـث تلفــت الانتبــاه إلــى هــذه المعلومــات اختياريــا، أو تحــدد نوعــا معينــا مــن التصــورات الخاصــة بموقف معين وبناء على ذلك فالمخططات تحـدد الطريقـة التـي مـن خلالهـا اختيـار المعلومـات المدركة، وأيضا يتم تخزينها ومعالجتها وتذكرها أو استدعائها(محمود مصطفى،2009،64( .
إن هذه السيرورات لا تنبني دائما على معطيات واقعية أو منطقية، بـل تنبنـي أحيانـا علـى أفكار لا عقلانية تؤدي إلى قراءة مشوهة للواقع، وبالتالي تؤدي إلى صعوبات في توافق الفـرد مــع ذاتــه، ومــع محيطــه نتيجــة لإســقاطاته الذاتيــة عليهمــا
( إســماعيل علــوي، بنعيســى زغبــوش، .( 44 ،2009
وعلــى مــر الوقــت تتطــور هــذه التشــويهات إلــى أفكــار تلقائيــة، تكــون غيــر إراديــة، ومــن الصـعب الـتخلص منهـا، وتلقائيـة مـن حيـث أن الأفكـار تسـتجيب لمثيـرات داخليـة ولـيس لأي حــدث خــارجي واقعــي . وتعتمــد الكوكبــة الخاصــة بالتشــويهات المعرفيــة التــي قــد تكــون لــدى شـخص معـين علـى خبراتـه الخاصـة بحصـوله علـى صـيغ معرفيـة schemas Cognitiv معينـة تتزاوج مع مثيرات مؤذية خاصـة، وهكـذا تخلـق إسـتهدافات داخـل الفـرد عنـد إثارتـه فعلـى سـبيل المثال، إذا ركز الأفراد على فقد أو هزيمة، فإنها تكون على نحو سلبي مفاهيمهم عـن أنفسـهم وبيئتهم ومستقبلهم .
ونتيجــة لــذلك ينتقصــون مــن قــدر أنفســهم، وقــد يــرون بيئتهــم الخارجيــة باعتبارهــا قاســية ومانعة، ويرون مستقبلهـم كبارد ومظلم بـدون أي أمـل فـي التحسـن. وبالتـالي يمكـن أن يشـعروا بالعجز واليأس ويستجيبوا للعالم بأن يصبحوا هامدين ومنسحبين (حسين فايد،2008 95.(
واعتبارا مما سبق فإن النموذج المعرفي يفترض أن الاضطرابات الانفعالية هي دالة أنماط فكرية غير تكيفية، وتصبح بذلك أهداف هذا العلاج هي إعادة بناء هذه المعارف
. وقد حدث التقارب بين المناهج المعرفية والسلوكية نتيجة اعتراف السلوكيين بأنهم يتعاملون فعلا مع عمليات معر فية داخلية مثل الأفكار والإدراكات والحديث الداخلي. إلا أن معالم بارزة قد أفسحت الطريق أيضا أمام هذا التقارب، ومنها توسع باندورا في مجال تعديل السلوك ليشمل الاهتمام بالنمذجة والتعلم عن طريق الملاحظة. كما اتخذ باندورا و كانفرو جولدشتين خطوة واضحة نحو الاعتراف بالعمليات الداخلية حينما بدأ تركيزهم على التنظيم الذاتي، والضبط الذاتي.
وكان كوتيلا قد اعترف بالأحداث الداخلية في أسلوبه " الإشراط النمطي أو المقنع " أي استخدام أسس الإشراط للتأثير في حدوث الأفكار والاستجابات التي أسماها " أحداث مغطاة " وقد توالت ترجمة الإجراءات السلوكية في ضوء أسس معرفية حتى أوائل الثمانينيات حين أصبحت السلوكية المعرفية النغمة السائدة ( لويس مليكة، 1994 ،173 .(
وهكذا يمكن القول أن العلاج المعرفي - السلوكي هو نوع من العلاج يقوم على استخدام الطرق العلاجية القائمة على نظرية التعلم السلوكي من جهة، ومن جهة أخرى على طرق علاجية تعطي المعارف مركزا هاما في الاضطرابات الانفعالية . وتفترض النظرية المعرفية - السلوكية في العلاج النفسي وجود ثلاث ة عناصر مترابطة يساهم تفاعلها في تطوير السلوك واستجاباتنا للعالم بجانبيه
الصحي والمرضي
1-الموقف أو الخبرة المرتبطة بالحالة النفسية
. 2-الجانب الوجداني والحالة الانفعالية موضوع الشكوى ( بماذا أشعر الآن
). 3-البناء المعرفي للخبرة ( كيف أدرك الموقف و أفسره)
(عبد الستار إبراهيم، 2008 ،92(
ومنه فإن المنحى المعرفي - السلوكي يعتبر أن الاضطراب الانفعالي ليس حالـة وجدانيـة منعزلـة بـل إنـه عبـارة عـن جوانـب متكاملـة ومتفاعلـة مـن النشـاط السـلوكي الظـاهري والنشـاط السـلوكي الـداخلي، وهـو مـا يسـمح باسـتخدام فنيـات مختلفـة للتـدخل العلاجـي. والشـكل المـوالي يوضح نموذج العلاج المعرفي - السلوكي :
الشكل رقم (6 (يوضح نموذج العلاج المعرفي - السلوكي ( نقلا عن هوفمان،2012،38(
وهناك أدلة وافرة من مجموعة واسعة ومتنوعة من المعالجات السلوكية والمعرفية على فاعلية العلاج المعرفي – السلوكي، والتي دلت على أنه المعالجة المفضلة للتعامل مع العديد من الاضطرابات،
وقد أشارت أحجام الأثر لكل من العلاج العقلاني- الانفعالي وتقليل الحساسية التدريجي، وتعديل السلوك، إلى أن العميل الذي يتلقى أيا من أشكال العلاج المعرفي - السلوكي هذه سيكون أداؤه الوظيفي أفضل بـ75 % على الأقل من أداء الذين لم يتلقوا أية معالجة أخرى.
وقد توصلت دراسات التحليل البعدي الأحدث إلى نتائج مشابهة عبر مجموعة من الاضطرابات، إضافة إلى ذلك، فإن غالبية دراسات التحليل البعدي التي قارنت فعالية التقنيات السلوكية أو المعرفية-السلوكية بفاعلية أشكال أخرى من العلاج النفسي (كالسيكودينامي أو العلاج المتمركز حول العميل) وجدت تفوقا بسيطا ولكن ثابتا للأساليب السلوكية والمعرفية - السلوكية
(تيموثي ج.ترول،2007،659(.
واليوم أصبح العلاج المعرفي - السلوكي مصطلح مظلي يشتمل على العديد من العلاجات المختلفة والمدعومة تجريبيا، والتي تشترك في المبادئ الأساسية للعلاج المعرفي - السلوكي، ومع ذلك فإن العلاج المعرفي - السلوكي لا يناسب كل أنواع المشكلات، فهناك فروقا واضحة في الاستراتيجيات التي تستهدف مشكلات بعينها، ولكن على الرغم من هذه الفروق إلا أن الاستراتيجيات متأصلة في مدخل العلاج المعرفي - السلوكي وتحديدا في الارتباط السببي بين المعارف اللاتكيفية، والانفعالات والسلوكيات، والفيزيولوجيا،
وأن تصحيح المعارف اللاتكيفية ينتج عن محو للمشكلات النفسية والسعادة النفسية بوجه عام، ولقد تم الحصول على أدلة علمية قوية عن هذا النموذج العام من مجال علم الأعصاب الانفعالي، وبحوث التنظيم الانفعالي (هوفمان إ س جي، 2012،27.(
2- مبادئ العلاج المعرفي السلوكي :
إن ما يميز العلاج المعرفي – السلوكي هو صبغته التعليمية التي تظهر من خلال سيرورة العمل العلاجي بدء بالتعليم النفسي للمريض إقناعه بمنطق العلاج ومسؤوليته فيه، وتوضيح العلاقة بين الاعتقادات اللاعقلانية وما يعانيه من اضطراب، ويتم هذا في إطار علاقة تعاونية مهنية توجهها مجموعة من الضوابط تمثل صميم مبادئ المنحى العلاجي المعرفي – السلوكي وهي:
أ - يرتبط كل من المعرفة و السلوك ببعضهما البعض
ب - تعلم معظم البشرية يتم من خلال الجانب المعرفي
ج - إن الاتجاهات و الإسهامات المعرفيـة هي محاور هامـة في فهـم الفرد وسلوكه والتنبؤ به من أجل دمج المعرفة والسلوك لظهور فنيات علاجية ناجحة
د - التركيز على فهم الفرد للجزء المراد تعديله.
ه- يعمل كل من العميل والأخصائي بشكل متعاون لتقدير المشاكل ووضع الحلول.
و- تقــديم الخبــرة المتكاملــة للفــرد بكافـــة الجوانــب المعرفيــة والانفعاليــة والســلوكية حيـــث يستطيـع الكثيرون من الأفراد التأثير في سلوك الآخريـن من خلال الكلمة والمعلومـة وردود أفعالهم تجاه المواقف، وبذلك يمكن تقديم الخبرة المتكاملة
(آمال باظة، 1999،273)
ومن ثم فإن العلاج المعرفي - السلوكي يعمل على:
- تعلم البناء المعرفي وايجاد مهارات التوافق الطبيعية.
- تعلم وتعميم بعض المهارات الجديدة وتدعيم بعضها من خلال استخدام العديد من الاستراتيجيات.
- تعليم العميل متابعة وادراك الواقع في إطار الأفكار الحالية ومواجهة التحديات بأفكار جديدة. - الدعوة إلى التفكيـر المنطقي والاختبارات الواقعية للتفكيـر السلبي وهكذا يتعلم العميل كيفية تعديل أخطائـه وزيـادة الأداء الحالي بشكل واضح
(ماهر سكران 2006،666)
وبهذا فإن المعالج وفق هذا الإطار ينقل بشكل مباشر للمريض فكرة أساسية مفادها أن إدراكه للواقع ليس هو الواقع ذاته، إنه المبدأ الذي إذا تعلمه المريض يدرك من خلاله إلى حد بعيد ماهية اضطرابه، وأي السبل أقرب لعلاجه.
يتميز العلاج المعرفي - السلوكي بخصائص عملية محددة يتم فيما يلي وصفها بشيء من التفصيل
. 3 -1-صياغة المشكلة:
يقصد بها فهم الحالة وصياغتها أو التنظير الذي يحكم التدخل فيها بهدف العلاج، كما يقصد بها مجموعة الفروض العاملة التي تدور حول الآليات النفسية الأساسية التي شكلت المعاناة أو عملت على استمرار المشكلات التي تعاني منها الحالة.
ويتم توظيف هذه الفروض العاملة أو فهم الحالة من قبل المعالجين النفسيين لتوجيه العلاج المعرفي السلوكي الوجهة الصحيحة أو تعديله عند اللزوم
وينبثق نموذج الفهم والصياغة المعرفية السلوكية للحالة من أن مشكلات الأفراد واضطراباتهم الانفعالية ما هي إلا نتاج تنشيط وتفعيل المعتقدات الأساسية بواسطة أحداث الحياة المثيرة للضغوط
ويعمد المعالج إلى تطوير صياغته للحالة و تنقيحها بشكل مستمر أثناء سيرورة العلاج. وتبدأ الصياغة المعرفية للمشكلة بجملة من الخطوات منها:
أ - رصد أفكار العميل المرتبطة بالمشكلة الحالية والتي تدعم استمرارها
ب- تحديــد المعرفيــات والصــور الذهنيــة والانفعــالات، والجوانــب الفيزيولوجيــة ذات العلاقــة بالمشكلة.
ج- تحديد دور العوامل المرسبة والمفجرة، والتي تدعم المعتقدات المشوهة، وتبقي على السلوك المضطرب
د- تفسيرات العميل لمواقف الحياة وأحداثها الأساسية عبر الزمن
. وبعدما يحدد المعالج الفروض العاملة والتي تربط بين مشكلات العميل ومعتقداته والأحداث المثيرة لها، فإنه يصبح من السهل عليه تحديد أهـداف العلاج والتدخلات العلاجية الملائمة، كما يمكنه التنبؤ بالعقبات التي يمكن ان تواجه عملية العلاج
3 -2-العلاقة مع المعالج:
تعـد العلاقـة بـين المعـالج والعميـل فـي العـلاج المعرفـي - السـلوكي علاقـة تعاونيـة، حيـث يمـارس المعـالج دورا نشـطا فعـالا فـي عمليـة العـلاج، يبـدأ بـالتعليم النفسـي ورفـع مسـتوى وعـي المريض بأفكاره الآلية ذات العلاقة بمشكلته، وفحصها واختبارها كفروض سواء داخل الجلسـة أو خارجهـــا (أي فـــي الواقـــع)،
كمـــا يقـــوم المعـــالج بتعلـــيم المـــريض كيـــف يتحـــدى معتقداتـــه اللاتوافقيــة، ويســتخدم فــي ذلــك واجبــات محــددة بدقــة تشــكل مهمــات أساســية يأتيهــا المــريض وتمثــل جــزءا مهمــا مــن إســهامه فــي العمــل العلاجــي، وتحمــل المســؤولية الذاتيــة فــي ســيرورة العلاج.
ويعمل المعالج على تشجيع المريض على الانخراط في نشاطات من شأنها أن تطلق مشاعر الكفاءة، والسرور وتبني مجموعة من الإعز اءات الإيجابية الذاتية المرتبطة بهذه النشاطات ( بيرل. س بيرمان، 2004 ،194 .(
وبوجه عام يجب أن يكون المعالج حساسا لحاجات المريض، وأن يتصف بالدفء والتعاون والتقبل، وأن يحسن إشراك المريض في حل مشكلته، وهو ما يسهم في نشوء علاقة تعاونية ناجحة.
-3-3 بناء الجلسات
يتم التخطيط للجلسات من خلال جدول أعمال يتم الاتفاق عليه بين المعالج والعميل وهذا الجدول يسمح باستخدام أمثل للوقت وهو يعمل بمثابة موجه للعميل، كما يمدنا بإطار عمل محدد وملائم لرصد التقدم العلاجي، ويكون نموذج الجدول كما يلي
(بالمر وآخرون، : (43،2008
- فحص مزاج المريض.
- مراجعة موجزة للأسبوع المنقضي بين الجلسات.
- وضع جدول أعمال للجلسة الحالية
- تلقي العائد، والربط بين الجلسة الحالية والجلسات السابقة.
- مناقشة بنود جدول الأعمال.
- طلب عائد في نهاية الجلسة
ويتم تعميق التقدم العلاجي عن طريق طرح مهام ومسؤوليات محددة للمعالج والعميل في مرحلة علاجية وثيقة الصلة بالموضوع.
3-4 العلاج الموجه نحو الهذف
عادة ما يتم تحديد الأهداف وتقريرها بشكل تعاوني بين المعالج والمريض، وتنبثق أهداف العلاج المعرفي السلوكي عن قائمة المشكلات محكمة الصياغة والبناء،
وعن الفروض العاملة، فإذا افترض المعالج – مثلا – أن قلق مریضه ناجم عن عجز في استعداداته ومهاراته، فإن خطة علاجه لابد أن تتضمن بناء مهارات المواجهة والتعرض المباشر وعدم التجنب والهروب في هذا المجال، وإذا افترض المعالج فرضا بديلا بأن قلق مريضه ناجم عن تنشيط اعتقاد أساسي لا تكيفي لديه مضمونه " أنه عاجز عن أداء مهمة من المهام" فلابد أن تتضمن خطته العلاجية " إعادة البناء المعرفي لهذا المعتقد المشوه"
(روبرت ليهي، 2006، 71).
وبهذا الشكل فإن جملة التقنيات المستخدمة في العلاج المعرفي - السلوكي لا يتم تطبيقها بصورة سلبية، بل تكون موجهة بشكل محدد بعناية كاملة حيث تختلف المضامين العلاجية باختلاف محتوى مشکلات المریض.
3-5 رصد و تعديل التفكير غير المنطقي
يعتبر العلاج المعرفي السلوكي أن الاضطراب النفسي هو اختلال في التفكير يتضمن عمليات معرفية مختلة تؤدي إلى رؤية محرفة عن الذات والعالم والمستقبل، كما تؤدي إلى انفعالات غير سارة وصعوبات سلوكية. واعتمادا على هذا التصور يتم استخدام فنيات لفحص وتحدي التفكير غير المساعد، ويعلم المريض كيف يستخدم الأدلة والبراهين لدحض وتفنيد تفكيره غير الواقعي.
ويقوم المعالج في أثناء الجلسات بالعمل على فكرة معينة من الأفكار المختلة وظيفيا والتي يعاني منها المريض وفق واحدة من هذه الفنيات ، معلما إياه كيفية استخدامها خارج الجلسات، وفي حياته اليومية كجزء من المسؤولية الشخصية التي يتحملها المريض في العملية العلاجية
3-6 تعليم العميل أن يكون معالجا لنفسه :
هذه الخاصـية تركـز علـى تعلـيم العميـل كيـف يكـون فعـالا داخـل الجلسـة، أو خارجهـا وذلـك بقيامــه بالمهــام والواجبــات المنزليــة حيــث يحــث المعــالج المــريض علــى تقــويم مســاهمته فــي مشكلته الحالية، واستكشاف أنماط الاعتقاد الكامنة لديه والتي تؤدي إلـى التفكيـر السـلبي ومـن ثـم تعلـم المـريض القـدرة علـى إدارة انفعالاتـه، كمـا يـتم تزويـده بالمهـارات اللازمـة لمنـع عـودة المرض بعد حدوث التحسن (منع الانتكاسة (
وبهذا يعتبر العلاج المعرفي السلوكي علاجا تعليميا يساعد على تعلم أسـلوب حيـاة أكثـر إيجابية وكفاءة فـي التعامـل مـع الصـعوبات المسـتقبلية، حيـث يهـتم مـن البدايـة بتعـديل الأفكـار اللاتواؤميــة التــي يســميها بيــك الأفكــار الآليــة، ويســميها إلــيس الأفكــار اللاعقلانيــة وإحــلال مكانها أفكار أكثر معقولية ومنطقية تسهم بشكل دال في توافق الفرد.
المراجع