اختبار رسم العائلة pdf

كراسة تحليل رسم العائلة مقنن

إعداد

أ.د. كريمة علاق

جامعة عبد الحميد بن باديس

اختبار رسم العائلة pdf

مما لاشك فيه، أن الرسم يعتبر من الأنشطة التي يمارسها الطفل بتلقائية، محاولا من خلاله أن يعبر عن رغباته وحاجاته، وإحساسه بالأشياء، والأحداث المحيطة به، ولا يتوقف هذا النشاط على مجرد تشكيل للأشكال وتخطيطها، بل يحاول من خلالها إعطاء المعنى الذي يليق بها، سواء كان هذا المعنى بدلالة لفظية كلامية أو رمزية، لتكون رسالة ينقل من خلالها واقعة النفسي أو الانفعالي أو العاطفي، وحتى المعرفي، إلى من يقرأ رسمه، حيث يقول "انجلهارت" في هذاالصدد: "إن الرسم الذي ينجزه الطفل هو بالأساس موجه نحو الآخر، فالطفل من خلال الصور التي يقدمها لنا للمشاهدة- ينقل إلينا محتوى تمثلاته، إذ يتحول الرسم إلى أداة للتواصل"

. فالرسم إلى جانب الكلام يعتبران الوسيلتين الأقرب من الطفل واللتين يستعملهما من أجل التواصل مع الآخر والكشف عن كوامنه و الإفصاح عن مخزونه النفسي.

و قبل أن يكون "رسم العائلة" اختبارا في حد ذاته، نقيس من خلاله تصور الطفل، وهو اماته، عواطفه، وانفعالاته، وميوله، وصراعاته نحو والديه أو أحدهما أو مع إخوته، ونوعية العلاقات التي يمكن أن تحدث وسط عائلته، فإنه نوع من الرسم، يعبر عن شيء ما لدي الطفل، كما يعتبر تعبيرا عن موضوع ما أيضا. واعتبارا من توجه كل من "فالون"، "كومبيي" و"أنجلهارت" فإنه بالنسبة للمفحوص هو أن "يحكي الرسم من أكون، لأن حركاتي هي ملك لي ولأن الآثار المنتجة هي تعبير وترجمة آنية لوجودي الفكري والداخلي".

ويعبر هذا عن الاتصال الرمزي الذي يحدث بين المفحوص والفاحص عن طريق الرسم، لأنه سيتحول إلى أداة يعبر بها عن حالته النفسية، عن حالة هي حاضرة الآن والتي لا تخلو من آثار عن تاريخ الحالة. فهو الأداة التي تستطيع تمثيل ما يستحضره من مواضيع ماضية الآن، أي أثناء الجلسة

ويتعلق الرسم أيضا بالموضوع المرسوم، ذلك أنه لا يعني توصيل شيء ما للأخر إذا ما اعتبرناه لغة تواصلية بين الطفل والأخر - بل إن العوامل المستخدمة في الرسم كالذكريات، الإدراك ، الصور كلها مقتبسة من الموضوع- فغالبا ما يحاول الرسم إعادة إنتاج للحقائق، وذلك بأخذ بعض من مظاهر الموضوع المقدم أو أحدها، ليجعلها تطابق الواقع بشكل أو بآخر. فهو عبارة عن استحضار للذكريات نعتبرها حقائق عن طريق تمثلها ثم تمثيلها ليجعلها تطابق تلك الحقائق في الواقع بشكل أو بآخر "

ويعتبر "موريس بورو" Porot) ،(1965 أن "اختبار رسم العائلة من المواضيع البسيطة والسهلة الاستخدام، لأنها تسهل الدخول إلى حقائق الأحاسيس التي خبرها المفحوص إزاء عائلته وإلى المكانة التي يفكر أن يحتلها ضمن هذه الأخيرة.

ولابد من التذكير، بأنه (أي اختبار العائلة) يفهم الكيفية التي يمثل بها الطفل عائلته، بمعنى آخر، أن نتمعن في الحقيقة النفسية التي يحملها عن هذه العائلة. ومن خلاله يتم اكتشاف الحقيقة الذاتية اللمفحوص والصورة المتكونة لديه عن عائلته، بواسطة الشكل الذي أعاد تمثيلها لها في هواماته..

يرسم معظم الأطفال عائلتهم مباشرة عقب استجابتهم للتعليمة، بحسب المعطيات الذاتية التي يملكونها، أي عائلة تتطابق ورغبة ما. إذ تصبح لدينا وسيلة للكشف عن الدوافع الداخلية للطفل، وعن "ميوله العاطفية" (41; 1970 ;(Corman (L ، لا تتطلب إلا مقارنة هذه العائلة الذاتية مع العائلة الحقيقية فقط حسب تعبير "كورمان" الذي يميز بين نوعين من الميول العاطفية: الإيجابية والسلبية. فالميول الإيجابية: تعني توظيف وتقدير الطفل للموضوع المقصود .

أما الميول السلبية: فهي تؤدي إلى عدم التوظيف وعدم التقدير الموضوع.

أدوات إختبار رسم العائلة

تعطى للمفحوص ورقة بأبعاد قياسة'( 21 X 27)، بيضاء اللون، وليس بها خطوط، ولابد من تقديمها بشكل أفقي - (وإذا حدث أن قام المفحوص بقلبها على شكل عمودي، تسجل الملاحظة ولا يتدخل الفاحص في ذلك) - وقلم رصاص، يحبذ إلا يحوي ممحاة، يكون مبريا بشكل لا يسمح بالكسر عند قيام الطفل بالرسم، أو إذا ما حدث أن ضغط عليه بقوة - (و اختصارا للوقت يحبذ أن يكون بحوزة الفاحص أقلام رصاص بديلة حتى لا يضيع وقته في عملية بري القلم بدل ملاحظة تتابع الأشكال) وأقلام تلوين خشبية مبرية أيضا بطريقة تسمح بالتلوين دون معاناة ومن الضروري ألا تعطي له المسطرة ولا الممحاة.

2- أثناء التطبيق يجب أن نشير إلى التتابع الزمني الذي تم طبقا له رسم الأشخاص، ولابد من التنويه بالدور الذي يلعبونه داخل العائلة، لأن ذلك سيساعد في التحليل، خصوصا بين المستوى الظاهر، والمستوى الكامنويكون كالتالي:

الترتيب	الاسم	السن	دوره في العائلة
1
2
3
4
5
6

يبين ترتيب الأشخاص حسب الرسم مع الإسم و تحديد الدور في العائلة

3- لابد من ملاحظة ما إذا كان الطفل أعسر (يستخدم اليد اليسرى) أو يستخدم اليد اليمنى، كما لابد من تسجيل الحركات الخطية إذا كانت في اتجاه الكتابة، أو من أعلى إلى أسفل ... إلخ).

4- لابد على الفاحص أن يسجل كل الملاحظات الشفهية، الحركية، أو تعابير الوجه والتي تصدر عن الطفل، وما إذا كان لها علاقة ظاهرة بالرسم أم لا.

5- بعد الانتهاء من الرسم، يتعين على الفاحص أن يطلب من الطفل أن يعطي اسما إلى العائلة التي قام برسمها (في حالة ما إذا رسم عائلة غير عائلته).

و يتم بداية الإختبار إعطاء أوامر و تعليمات تنفيد الرسم ، بوضوح تام ، و يجب إعادة شرحها في حالة عدم فهمها ، ولا يتم إنجازه حتى تتأكد من فهم الطفل للتعليمة .