علم النفس التربوي هو ميدان من ميادين التطبيقية لعلم النفس ، يهدف إلى
تطبيق نظريات و مبادئ علم النفس ، في ميدان التربية لتفسير و توضيح عملية التعلم و
عوامل و شروط التحصيل الدراسي و كيفية تدريس المواد الدراسية ، كما يبحث في عوامل
و أسباب صعوبات التعلم و يعطي الحلول المناسبة لمواجهة تلك الصعوبات ، لكن بالرغم
من كل ذلك قد يطرح البعض المهتمين سؤال وهو : ما هي مواضيع علم
النفس التربوي ؟
مواضيع علم النفس التربوي |
من خلال هذا المقال ، سنعرض نظريتين مختلفتين تحدثتان عن مواضيع علم النفس التربوي و هي كالآتي :
مواضيع علم النفس التربوي
النظرية
الاولى
يشير أوزوبل إلى أن مواضيع علم النفس التربوي لها علاقة
بالعملية التعليمية و التعلمية ، حيث يحدد مشكلات التعلم التالية :
1-
اکتشاف تلك الجوانب من عملية التعلم والتي تؤثر
في اكتساب المعارف أو المعلومات والاحتفاظ الطويل المدى بها
2-
التحسين ذو المدى الطويل للتعلم والقدرة على حل
المشكلات .
3-
اکتشاف أي من الخصائص الشخصية والمعرفية
للمتعلم ذات العلاقة بالتعلم واكتساب المعرفة، وكذلك اكتشاف أي من الجوانب
الاجتماعية والعلاقات الشخصية المتبادلة في البيئة التعليمية التي تؤثر في نتائج
تعلم المادة الدراسية واكتشاف عوامل دافعية التعلم والطرق النموذجية لاستيعاب هذه
المادة .
4-
اكتشاف الطرق الأكثر كفاءة في تنظيم المواد
التعليمية وتقدمها وكيفية توجيه التعلم واستثار نحو أهداف محددة.
يتضح من
الموضوعات التي يطرحها أوزوبل امكانية استنتاج موضوع علم النفس التربوي على نحو
مباشر من المشكلات التي تواجه معلم الصف أثناء قيامه بعملية التعليم، بحيث يمكن
القول بأن الجوانب النظرية العامة للتعلم تقع في ميدان علم النفس، بينما يقع
التعلم المدرسي في ميدان علم النفس التربوي، لأنه يحدث في سياق اجتماعي معين.
لذا
يقوم الباحثون في هذا العلم باكتشاف المبادىء والطرق والوسائل ذات العلاقة بالتعلم
المدرسي والتي تعمل على استثارة دافعية الطلاب أو التلاميذ وتساعدهم على التحصيل الدراسي ، وذلك من خلال
التعرف على العوامل الهامة التي تؤثر في تعلمهم، وعلى أنواع التعلم القادرين عليها
والتي تتفق مع خصائصهم الشخصية والمعرفية المختلفة .
في موضوع ذات صلة يمكنك الإطلاع على تعريف علم النفس التربوي
و
يستعرض هذا مخطط أسفله إلى أبرز مكونات موضوع علم النفس التربوي
من خلال
المخطط نستنتج النقاط التالية :
- وضوح المكونات الأساسية لموضوع علم
النفس التربوي، وهي : الأهداف، ومدخلات الطلاب، وعمليات التعلم وأنواعه،
والتقويم
- تبين مدى
تداخل هذه المكونات وتفاعلها فيما بينها.
- تشير
إلى العملية العقلانية التي يتناول فيها علم النفس التربوي موضوعاته من حيث تحديد
الوسائل والغايات بوضوح، وكذلك تحديد العلاقات الطبيعية التي ترتبط بينها.
- توفر
للمعلم أسلوبا منظما يمكن من إدراك المفاهيم الأساسية لعملية التعلم، كما يمكن من
ضبط هذه العملية وبيان مدى نجاحها في تحقيق الأهداف المرغوبة .
بعد
إستعراض مكونات موضوع علم النفس التربوي نفهم أن جهود العلماء و الباحثين في هذا
العلم تتركز في دراسة العلاقات المختلفة القائمة بين متغيرات هذه المكونات،
إذ ينطوي كل منها على عدد متنوع من المتغيرات التي قد تؤثر وتتأثر بمتغيرات
المكونات الأخرى، فالهدف التعليمي (التغيرات المرغوب إحداثها في سلوك الطلاب)
يرتبط بشكل أو بآخر بمدخلات الطلاب كالذكاء، ، والدافعية وبنوع التعلم (کالتعلم
الإشراطي أو المعرفي ) وبأسلوب التدريس
(كالمناقشة أو المحاضرة أو الاستكشاف) وبالتقويم (الوقوف على التغير الذي طرا على سلوك الطلاب
نتيجة العملية التعليمية والتعلمية) . ( نشواتي ، 2003 :
20 )
النظرية الثانية
يأكد بعض الباحثين أن مواضيع علم النفس التربوي هي ستة
مواضيع رئيسية و هي كما يلي :
مواضيع علم النفس التربوي |
الخصائص
النمائية للمتعلم :
يركز هذا الموضوع على دراسة مراحل النمو
الإنساني والعوامل المؤثرة في عملية النمو، كما يتناول البحث في الخصائص النمائية
لكل مرحلة في مجالات النمو المختلفة وخصوصا في المجال المعرفي والاجتماعي والجسدي
والانفعالي، ويهتم علم النفس التربوي بتوظيف هذه الخصائص النمائية في عملية التعلم
مع مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين في غرفة الصف من أجل تخطيط خبرات التدريس
وطرائقها بشكل فعال ويتناسب مع قدرات المتعلمين في مراحل النمو المختلفة، كما يركز
على الطرائق والأساليب التي تسمح بالنمو الذاتي للمتعلم وتطوير قدراته على التفكير
المتقدم والقدرة على حل المشكلات وتقوية قدراته على معالجة المعلومات وترميزها
وتخزينها واسترجاعها عند الحاجة.
عملية
التعلم :
ويتناول
طبيعة التعلم ونظرياتها وأشكاله وشروطه، فالتدريس الجيد يتطلب فهما جيدا لكيفية
حدوث التعلم وطرائقه والظروف التي تضمن حدوثه لان التعلم الفعال يعني حدوث تغيرات
فعالة في السلوك الإنساني وفق شروط وظروف بيئية فعالة وموجهة بشكل جيد، والتعلم
يشمل جميع جوانب السلوك الإنساني حيث يمكن الحديث عن التعلم المعرفي (تعلم
الإدراك) والاجتماعي (تعلم العادات الحسنة والانفعالي (تعلم الضبط والتعبير
الانفعالي) والحركي (تعلم التسلق أو رمي الكرة).
دافعية
التعلم:
توفر
الدافعية المناخ المناسب لحدوث عملية التعلم لان التعلم يتطلب الرغبة والحزم على
حدوث التعلم من جانب المتعلم وتوفير الظروف البيئة المناسبة التي تثير اهتمام
المتعلم بالموقف التعليمي وحدوث التغير في سلوكه بشكل فعال وذلك مثل أسلوب تقديم
مادة التعلم واستخدام الوسائل التعليمية واستشارة تفكير الطلبة وغيرها.
بيئة
التعلم:
أن
التعلم الفعال يتطلب خلق بيئة تعليمية مناسبة لذلك، من خلال خلق تفاعل ايجابي بين
الطلبة والمعلم والمنهاج وإدارة المدرسة، واستخدام الحوافز وجداول التعزيز
المناسبة، وضبط غرفة الصف وتنظيم عمليات الاتصال فيه
الفروق الفردية بين المتعلمين :
تنطوي
عملية النمو على وجود فروق جوهرية بين المتعلمين من حيث قدراتهم وخصوصا الذكاء
وخصائصهم الشخصية والجسدية والانفعالية، نظرا لاختلاف عوامل الوراثة والبيئة، مما
ينعكس على قدرة المتعلمين على إتقان عملية التعلم
وسرعة حدوث التعلم، لذلك يتوقع من المعلم مراعاة هذه الفروق بين المتعلمين من حيث
أسلوب العرض ومدى صعوبة مادة التعلم وأساليب التعزيز وطرائقه وبرامجه بحيث تشكل له
عنصر تحدي عند دخول غرفة الصف دون أت تعيق عملية التعلم وتحقيق أهدافها الأساسية
قياس و
تقويم عملية التعلم
يعد
القياس و التقويم من أهم مواضيع علم النفس التربوي لأنه يتناول قياس مخرجات عملية
التعلم و تقويم مدى نجاح عملية التعلم ووضع الخطط الكفيلة بإصلاحها و توجيهها نحو
الأفضل و توفير التغدية الراجعة للطلبة و أولياء أمورهم حول سير عملية التعلم . (
ساسي عبد العزيز ، 2013 :
15 – 16 )
المصادر و المراجع :
عبد المجيد نشواتي . ( 2003 ) . علم النفس
التربوي . دار الفرقان للنشر و التوزيع . عمان
ساسي عبد العزيز . (2013 ). علم النفس التربوي . جامعة اكلي محند اولحاج
البويرة . الجزائر