خطة البحث حول ادمان الانترنت
- مقدمة
- تعريف الانترنت
- تعريف الادمان
- تعريف ادمان الانترنت
- اعراض ادمان الانترنت
- انواع ادمان الانترنت
- مراحل ادمان الانترنت
- الشخصيات المعرضة لادمان الانرنت
- اسباب ادمان الانترنت
- النظريات المفسرة لادمان الانترنت
- الاثار السلبية المترتبة على استخدام الانترنت
- علاج ادمان الانترنت
- الخاتمة
- قائمة المصادر و المراجع
بحث عن ادمان الانترنت |
ادمان الانترنت
مقدمة : اصبح ادمان الانترنت موضوعا يستقطب إهتمام الكثير من البحوث و الدراسات وذلك لخطورة و مدى إنتشاره في المجتمع ككل ،كما يعتبر هذا الإدمان نوعا جديدا من انواع الادمان بحيث يلجأ المدمن إلى تصفح الشبكة العنكبوتية بشكل يومي و مفرط ،متناسيا بذلك واجباته في العالم الحقيقي و مؤثرا تأثيرا سلبيا على توافقه بشكل عام اذن ما هو ادمان الانترنت ؟
1 - ادمان الانترنت
1-1 تعريف الانترنت :
الانترنت وسيلة اتصال واسعة الانتشار ترتبط بها مجموعة اختيارية من
الحواسيب وتوفر مجموعة من الخدمات تتعلق بتقديم المعلومات ،ويعني الإنترنت لغويا
ترابط بين شبكات وبعبارة أخرى الشبكات التي تتكون من عدد كبير من شبكات الحاسب
المترابطة والمتناثرة في أنحاء كثيرة من العالم ويحكم ترابط هذه الأجهزة وتحادثها
بروتوكول موحد يسمي بروتوكول تواصل الإنترنت، و شبكة الانترنت عبارة عن مئات الملايين
من الحاسبات الآلية حول العالم المرتبطة ببعضها البعض،و مع ترابط هذا العدد الهائل
من الحاسبات أمكن إرسال الرسائل الإلكترونية بينها بلمح البصر بالاضافة إلى تبادل
الملفات والصور الثابتة أو المتحركة والاصوات وقد تم الاتفاق على نظام موحد لتبادل
جميع هذه الأنماط من المعلومات تم تسميته بالنسيج العالمي ، وكلمة انترنت internat هي
اختصار للتعبير الانجليزي international network والذي يشير إلى شبكة
المعلومات العالمية والتي يتم فيها ربط مجموعة شبكات مع بعضها البعض في العديد من
الدول عن طريق الهاتف والأقمار الصناعية بحيث يكون لها القدرة على تبادل المعلومات
بينها (درويش،2016 :43
- 44 )
2-1 - تعريف الادمان
الإدمان لغة : المدوامة على الشيء أو الاعتماد عليه
الإدمان اصطلاحا :يعرف الادمان في موسوعة
علم النفس و التحليل النفسي على انه : المداومة على عادة تعاطي مواد معينة او القيام بنشاط معين لمدة طويلة
بقصد الدخول في حالة من النشوة و استبعاد الحزن و الاكتئاب (حمودة
،2015 :214)
ويختلف العلماء في تعريف كلمة إدمان ،ففي
حين لا يعتبرها البعض منطق إلا على مواد قد يتناولها الإنسان ،ثم لا يقدر على
الإستغناء عنها ، إلا أن البعض الآخر يعتبر هذا المفهوم ضيقا حيث يرون أن الإدمان
هو عدم قدرة الإنسان على الإستغناء على شيء ما ، بصرف النظر عن هذا الشيء طالما
أستوفى بقية شروط الإدمان من حاجة إلى مزيد من هذا الشيء بشكل مستمر حتى يشبع
حاجته حين يحرم منه . ( علي، 2010 :47
)
ويعرف الادمان أيضا على أنه الإفراط في
الإستعمال بصورة متصلة أو دورية بمحض إختيار المتعاطي (الدمرداش،1982 :19)
والادمان هو المداومة على تعاطي مواد معينة أو القيام بنشاطات معينة
لمدة طويلة بقصد الدخول في حالة من النشوة أو استبعاد الحزن والاكتئاب ولم يقتصر
على تعاطي مواد بعينها بل يشمل إدمانات أخرى غير العقاقير. (يونس،2016 :23)
3-1- تعريف ادمان الانترنت :
قبل تعريف إدمان الإنترنت Internet addiction يجب الإشارة إلى أن
هذا المصطلح له العديد من المصطلحات المشابهة له مثل: الادمان
التكنولوجي، الاعتماد على الانترنت، إساءة استخدام الانترنت، الاعتماد على
الكمبيوتر، ادمان الكمبيوتر، الاستخدام المفرط للانترنت.
(ابريعم،2015 :222)
وكان أول ظهور لمصطلح ادمان
الانترنت واضطراب إدمان الإنترنت عام 1995م عندما نشر أو نيل O'Neill مقالة بعنوان: سحر وإدمان الحياة على شبكة
الإنترنت" والتي نشرت في صحيفة نيويورك تايمز، وتبعه اقتراح إيفان جولدبرج Evan Goldberg عام 1995م بأن إدمان الإنترنت هو
اضطراب مميز بالفعل ،ولم يحظ هذا المفهوم القبول الفوري من قبل الصحفيين
والأكاديميين ومتخصصي الصحة النفسية؛ حتى قدمت عالمة النفس الأمريكية كيمبرلي يونج Kimberly Young في السنة التالية نتائج
دراستها في الورقة البحثية بعنوان: إدمان الإنترنت: ظهور اضطراب کلینیکي جديد في
الاجتماع السنوي للرابطة النفسية الأمريكية .(العصيمي،2010 :20).
تعرف كيمبرلي يونغ ادمان الانترنت بانه
اضطراب السيطرة على الاندفاع في استخدام الانترنت و الذي لا يتضمن السكر او فقدان
الوعي ،كما عرفته يونغ و رود جرز بانه اضطراب او اعتلال في القدرة على ترك الاستخدام
المفرط للانترنت و يتميز باعراض انسحابية و مشكلات نفسية و اكاديمية و مهنية وإجتماعية.(سحاب،2011 :20 )
وأقرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي
APA على وضع الإدمان على الانترنت ضمن عناصر الإدمان الأخرى، وعرفته على
أنه "اضطراب يظهر حاجة
سيكولوجية قسرية نتيجة عدم الإشباع من استخدام الإنترنت والمصاب بهذا الإضطراب
يعاني من أعراض عديدة. (حمودة،2015 :216)
في حين يعرف عدنان الفرح بانه التعلق الزائد بالانترنت و الرغبة القهرية
في استخدامه و الشعور بضعف القدرة على ضبط الذات مما ينتج عنه اعراض شبيهة باعراض
الادمان على القمار ،الأمر الذي يترتب عنه إنخفاض مستوى الانتاجية و اضطراب
العلاقات الاجتماعية .(سحاب
،2011 :20)
ومما سبق الذكر،فإن
إدمان الإنترنت هو عبارة عن التعود على قضاء وقت أطول في تصفح المواقع المتواجدة
في الشبكة العنكبوتية بدون هدف أو وظيفة
محددة ، مسببة بذلك يسبب العديد من الإضطرابات و المشاكل
النفسية و الإجتماعية لدى مدمن الإنترنت .
-2اعراض إدمان الانترنت :
يعاني مدمن الانترنت من مجموعة من الاعراض من بينها الآلام في الظهر
والعينين وتلك الهالات السوداء حولها والسمنة وألام الرسغ وقلة ساعات النوم والتعب
والإرهاق، الذي يؤدي إلى التقاعس عن الذهاب إلى العمل أو المدرسة، وإهمال الحياة
الاجتماعية والالتزامات المهنية والوظيفية ،وإهمال نظامه الغذائي بحيث يلاحظ عند
معظم مدمني الإنترنت أكل وجباتهم أمام شاشة الحاسوب ،إضافة إلى هذا إنفاق مبالغ المالية
بشكل مبالغ فيه على الإنترنت من اشتراكات شهرية أو سنوية و الأجهزة إلكترونية والتقنية مختلفة ،كما يتميز
مدمن الإنترنت بقلة الحركة و النشاط البدني .(بوبعاية،2017 :22)
كما تظهر الأعراض في زيادة عدد الساعات أمام
الإنترنت بحيث تتجاوز الفترات التي حددها الفرد لنفسه بحيث يفقد المدمن الإحساس
بالوقت عند إتصاله بالشبكة ،وقد ينتاب المدمن شعور بالتوتر و القلق الشديدين في
حالة وجود أي عائق للإتصال بالإنترنت قد تصل إلى حد الإكتئاب إذا ما طالت فترة
الإبتعاد عن الدخول ،وفي المقابل يغمره إحساس بنشوة و راحة نفسية هائلة حين يتمكن
من الولوج إلى الشبكة العنكبوتية ،ويلجأ المدمن إلى التحدث عنها بإستمرار في حياته
اليومية.( علي،2010 :54)
وقد يتعرض مدمن الإنترنت إلى أعراض الانسحاب النفسية وذلك عند
التقليل من استخدام الشبكة لمدة شهر، كالضيق أو العمل على إفساد
علاقة اجتماعية أو شخصية أو مهنية ،إضافة إلى الإنفعالات الحركية النفسية مثل
الإرتعاش وحركات الأصابع الإرادية و لا إرادية
.(نفس المرجع :124)
-3انواع
ادمان الانترنت :
إن إدمان الإنترنت مصطلح كبير ويشمل مختلف السلوكيات والمشكلات التي
تنطوي على عدم القدرة على ضبط الدافع ، ويشير هاردی Hardy أن أكثر المواقع جذبا لمستخدمي الإنترنت هي
حجرات المحادثة حيث تستحوذ على 35% من الوقت الذي يقضيه الناس على النت ، يليها
جماعات الأخبار 15% من الوقت على النت ويليها البحث في شبكة الويب ويستغرق 7% من
الوقت بينما البحث وجمع المعلومات فيستغرق فقط 2% من الوقت المنقضي على الإنترنت.
(حمد :116)
و من ثم هناك عدة أنواع للإدمان على
الانترنت ومن اهمها :
1-3- الإدمان الجنسي (عبر الانترنت) :
يشير إلى أولئك الذين يقيمون بمشاهدة وتبادل الأمور الإباحية على الإنترنت
أو يشاركون في غرف الدردشة.
2-3 - إدمان العلاقات عبر الإنترنت:
يتم ذلك على حساب علاقات
الحياة الواقعية مع أفراد الأسرة والأصدقاء حيث يقضون أوقاتا طويلة في الثرثرة مع
هؤلاء الأصدقاء عن مشاكلهم الشخصية.
-3-3 الإفراط في المعلومات :
لقد أدت ثورة المعلومات
والبيانات المتاحة على الانترنت إلى ظهور نمط جديد من السلوك المتعلق بالافراط في
التنقل عبر مواقع وعمليات البحث في قواعد البيانات.( درويش ،2016 :49)
-4-4إدمان الكمبيوتر:
و يتمثل في الإفراط في اللعب سواء في الكمبيوتر
أو ألعاب الإنترنيت .
)سحاب ،2011 :25(
-5-4 إدمان القمار على الانترنيت :
ظهرت كازينوهات الإنترنت حتى أنها باتت خلال
ليلة وضحاها تدير أعمال تجارية بعدة ملايين من الدولارات، وجذبت عدد كبير من
المقامرين ،واستمر لعب القمار القهري لعدة عقود من الزمن، ولكن الآن وبسبب
الوصول والفرص المتاحة فإنه مع اختراع المقامرة عبر الإنترنت قد جلب شکلا من أشكال
السلوك
الإدماني ،فالإنتشار السريع للقمار على الإنترنت سببه
أن أي شخص يحتاج إلى جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت يمكنه الاتصال بالاف الكازينوهات
على شبكة الإنترنت على مدار الأربع وعشرين ساعة وخلال طوال أيام الأسبوع، وتوفر
الكازينوهات على الإنترنت محاكة مغرية مماثلة للكازينوهات التقليدية؛ مما جذب
الملايين من المستخدمين الجدد كل عام.
و بمعدل ينذر بالخطر ؛ فإن الناس الذين بدءوا في التعافي من إدمان
القمار قد انتكسوا مرة أخرى بسبب توافر الكازينوهات الافتراضية؛ كما أنهم يستخدمون
الإنترنت كوسيلة أخرى لإرضاء إدما نهم.
وهذه الإتاحة تشجع أيضا على وجود جيل جديد من مدمني الإنترنت من
المراهقين ؛ فالشباب المراهق يمكنهم الدخول بحرية إلى مثل هذه المواقع التي لا
تتطلب تأكيد على السن أو الهوية.(العصيمي،2010: 34)
6-4 - اللعب على الانترنت :
يعد إدمان اللعب على
الإنترنت بمثابة إدمان على ألعاب ألعاب الأون لاين Online ،
وهذه الألعاب تجدب انتباه الكثير من الأشخاص بسبب التشويق والإثارة في محتویاتها
الحية ، فضلا عن أن طبيعتها التنافسية ضد اللاعبين الآخرين أو التعاون مع اللاعبين
الآخرين يصعب معهم أخد إستراحة ومن الدلائل التي تشير إلى وجود إدمان للعب على
الإنترنت، أن اللاعبون يظهرون علامات واضحة كاللعب يوميا وفترات زمنية طويلة قد
تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 4 ساعات، ويحدث لهم عدم الراحة وتعكر المزاج إذا
لم يتمكنوا من اللعب . (نفس المرجع :36)
في ذات السياق يمكنك الاطلاع على الدراسات السابقة حول ادمان الانترنت
-5مراحل ادمان الانترنت :
يمر إستخدام الإنترنيت بثلاثة مراحل حتى
يصبح إدمانا و تتمثل هذه المراحل في :
-1-5الإستخدام العادي :
في
البداية يكون إستخدام الشخص للإنترنيت عاديا ، يتميز بنوع من الفضول لما تقدمه هذه
الشبكة من خدمات و ألعاب و أفلام .
-2-5الإفراط :
بعدها،يكتشف
الشخص ميدان الإنترنيت ويشرع بالإفراط في إستخدامها ، و يستمتع بما تقدمه بهدف
إشباع فضوله أكثر .
3-5 الإدمان :
و أخيرا بعد الإفراط في إستخدام الانترنت ،يصبح
هذا الشخص أسيرا لهذه الشبكة ، و الإدمان على الأنترنيت يتشكل عندما لا يمكن
الإستغناء عنها و يصبح يشعر ببعض الإضطرابات في حالة ما إذا أبعد عن الأنترنيت ،
مثل القلق ، وفي بعض الحالات الإكتئاب ،المرور من الإفراط إلى الإدمان هو مرور من
الرغبة إلى الحاجة.(سحاب ،2011 :25)
وغابا ما يحصل الإدمان في السنة الأولى التي
يتعرف فيها على خدمة الإنترنت فبحسب Young (1996) فإن 83 %
من مدمني الإنترنت مر على إشتراكهم بخدمة الإنترنت أقل من سنة واحدة فقط ،مما يوحي
أن الإدمان حصل بسرعة ،كما أن أغلب المدمنين كانوا يجهلون كيفية التعامل مع
الكمبيوتر وقد وصفوا شعورهم بالخوف و الرعب من إستعماله ،لكنهم بعد ذلك أحسوا بنوع
من النشوة و الإبتهاج كلما تحسنت مهارتهم في التحكم بالحاسوب و التصفح بسرعة .( Young,1996)
- 6 شخصيات المعرضة للإدمان الإنترنت :
في الواقع عناك العديد من الدراسات و
الأبحاث التي أشارت إلى وجود سمات تميز الشخصية المدمن ، حيث أشار لانج Lang
إلى أن المدمنين بصفة عامة يتسمون بالخصائص
منها أنهم غير ناضجين إنفعاليا ،متهورون ،إتكاليون ،أقل تحملا للإحباط و التوتر ،
أقل قدرة على الشعور بالذنب ،غير قادرين على مواجهة المشكلات بطريقة مباشرة ، كما
يجدون يجدون صعوبة في تأخير الإشباع . (غانم ،2006 :23)
و يرى يونغ أن هناك فئات من الناس أكثر عرضة
لإدمان الإنترنيت من غيرها و تتمثل في ما يلي :
حالات الإكتئاب الذين يتماثلون للشفاء من
حالات الإدمان السابقة والأشخاص الإنطوائيون ،الناس الذين لديهم قدرة خاصة على
التفكير المجرد إضافة إلى الأشخاص الذين لديهم مشكلات عاطفية و نفسية
كما أجرى كل من يونغ و رودجرز دراسة هدفت
إلى التعرف على سمات الشخصية لمدمني الأنترنيت وقد تم الإستناد إلى المعايير
الخاصة بالمقامرة المرضية من الدليل التشخيصي و الإحصائي للإضطرابات العقلية ،
الطبعة الرابعة ،مع إجراء بعد التعديلات حتى تتناسب مع إدمان الأنترنيت .
و تكونت العينة من 312 فرد من المتطوعين ، و
قد أشارت النتائج إلى أن 259 من هؤلاء الأفراد مدمنين ، و لديهم مستويات عالية من
الإعتماد الذاتي و الحساسية و الإنفعالية واليقظة في حين كان لديهم إنخفاض في درجة
كشف الذات ،كما أن الذين يعانون من الملل أو الوحدة و التخوف من تكوين علاقات
إجتماعية أو الذين يميلون إلى تكوين إرتباطات عاطفية لديهم قابلية أكبر لإدمان
الأنترنيت ، حيث يوفر الإنترنيت فرصة لمثل هؤلاء لتكوين علاقات إجتماعية .
لكن على العموم كل الناس معرضين لهذا النوع
من الإدمان ،لأن المستخدم للإنترنيت بعد أن يتعرف على هذه الشبكة يصبح من الصعب أن
يتخلى على كل الخدمات التي توفرها له ،و مع مرور الوقت يصبح بطريقة أو بأخرى معتمد
عليها إن لم يصبح مدمنا .(سحاب ،2011:26 -27)
-7اسباب
ادمان الانترنت :
من أهم الأسباب التي تجعل من الفرد مدمن
إنترنت هي كالآتي :
- الافتقاد للسند العاطفي
عند المراهقين يجعلهم يلهثون وراء الإشباع الوهمي و اللذة المؤقتة من خلال الدردشة
مع الغرباء.
-إطلاق الرغبات الدفينة
والتعبير عنها عبر غرف الدردشة التي توفر للشباب فرصة ذهبية للتخلص من القيود المجتمعية الصارمة.
-توفر غرف الدردشة وسيلة
للتفريغ الانفعالي وتفريغ شحنات الغضب والكبت والعدوانية، لذلك تصبح تلك الغرف الملاذ الآمن والمنقذ الأكبر، لما يعتري النفس من مكبوتات اللاشعور
وبكل ثقة، مما يؤدي إلى توهم الحميمية والألفة.
-يحاول الفرد من خلال
الإنترنت التخلص من حالات القلق النفسي وضغوطات الحياة اليومية.
- انتشار مقاهي الانترنت و
توفر السيولة المالية للمراهقين .
-التأثر بثقافات أخرى خاصة
في عصر التطور الهائل في الاتصالات.
- تأثير جماعة الأقران
والأصدقاء خاصة إن كانوا مدمنين على الانترنت.
- المفهوم السلبي للتحضر
والقابلية للاستهواء.(حمودة ،2015 :217)
و إن تفسير الزيادة في نسبة و عدد المعرضين
لإدمان الإنترنت و بخاصة فئة المراهقين هو :
تطور الأجهزة الحديثة لتسهيل التفاعل على
الأنترنت و مع الآخرين
إستخدام الأنترنت في المنازل و مقاهي
الانترنت و بهذا يتم التفاعل مع الأصدقاء و الغرباء ووسيلة تكميلية للتواصل الشخصي
مع أصدقائهم الحقيقيين .
من سمات المراهقين البحث عن الإثارة و
كمحاولة لإشباع هذه الرغبة نجده دائما يبحث عن كل ما هو جديد و يتشوق لكل ما هو
غريب ، لذلك يجد ما يريده في الشبكة العنكبوتية فإذا أراد المعلومات وجدها و إذا
أراد التحدث مع الآخرين و مناقشتهم وجد ، و إذا أراد المنتديات و العاب التسلية
وجدها و إذا أراد التجول و التسكع في ثنايا الأنترنت وجد ما يريده.(كريم ،2016 :30-31)
بحسب يونغ فهو أن أسباب الإدمان على
الأنترنت ترجع أحيانا لملل و الفراغ ،أو الوحدة والعزلة الإجتماعية ،أو الهروب من
الواقع وعدم القدرة على مواجهة المشاكل ،المغريات الكثيرة وقد يعود دلك لميولات
المدمن ،أو الإستياء من الشكل الخارجي .( سحاب ،2011 :27 )
-8النظريات
المفسرة لادمان الانترنت :
هناك عدة نظريات فسرت العوامل المختلفة
المسببة لإدمان الأنترنيت ، ومن بين هذه النظريات ما يلي :
1-8- الاتجاه السلوكي:
يعتمد الاتجاه السلوكي
بشكل كبير على الاشتراط الإجرائي وقانون الأثر؛ الذي يذكر أن تشكيل السلوك الذي
يجلب المكافأة يتم تعزيزه؛ ومن ثم يصبح سلوك نموذجي لكل فرد نتيجة للإشباع النفسي
الناجم عن هذه الأنشطة.
والمكافآت التي توفرها الإنترنت مختلفة، فهي تتراوح ما بين الأشكال
المختلفة للمرح إلى المعلومات العديدة ، فعلى سبيل المثال
بالنسبة للشخص الذي يشعر بالخجل من مقابلة أناس جدد وأقاربه فإنه يجد الإنترنت
يمثل له خبرة السرور والرضا والارتياح دون الحاجة للتفاعل
المباشر وجها لوجه ، ومن ثم فهي خبرة معززة في حد ذاتها.
هذا بالإضافة إلى الافتراضية، ولاستخدام كلمة مرور و بريد إلكتروني و
هي مستعار وغير حقيقي يتمكن الفرد من قول أو فعل ما يريده ويسمح له بالإفصاح عن
رغباته وهواياته وشخصيته المختفية ، وبذلك يتدعم هذا السلوك ويتعزز بإشباع الحاجة
وللاهتمام وللتقدير والارتياح الذي لا يتحقق في الحياة الحقيقية.
ومن ثم وفقا للاتجاه السلوكي فإن الممارسة والتكرار هي التي أوجدت
إدمان الإنترنت، وهكذا فإن أي فرد يصبح عرضة لإدمان الإنترنت في أي عمر وفي أي وقت
وأيا كانت الطبقة الاجتماعية أو الثقافية للفرد. فوفقا للاتجاه السلوكي ليس فقط
مجرد وجود الدافع أو الهدف في حد ذاته، ولكن أيضا لابد من ممارسة هذا السلوك لمرات
عديدة، ثم يتم تدعيمه وتعزيزه بالشعور الداخلي الذي يتحقق للفرد بعد دخوله على
الإنترنت في كل مرة ، والأدهى من ذلك أن هذا الشعور لا يتغير في نوعه ولكنه يتغير
في شدته ويصبح أشد وأشد مما يوقع الفرد في العديد من الاضطرابات السلوكية
والنفسية.(العصيمي ،2010 :39- 40 )
2-8 – نظريات التعلم
ناقشت هذه النظريات التدعيم الإيجابي لاستخدام الإنترنت والذي يمكن
أن تؤدي إلى مشاعر من السعادة والنشاط للمستخدم، فمن خلال مفهوم الاشتراط الإجرائي
فإن مزيدا من استخدام الإنترنت للأفراد الخجولين أو القلقين سوف يسمح لهم تجنب
القلق، ومواقف التفاعل وجها لوجه تميل إلى تدعيم الاستخدام من خلال تجنب الاشتراط
3-8 – نظرية الهروب من الواقع
مثل مشكلات الإدمان الأخرى، فإن إدمان الإنترنت يحدث لمحاولة
للاغتراب الذاتي المصاحب بحالة مزاجية سلبية حيث إن إدمان الإنترنت ممكن أن يخدم
عرض الهروب من صعوبات الواقع.
و الهروب من الواقع تضم عدة خطوات من بينها :
1-3-8- الافراد يواجهون الواقع والذي لا يتلاءم من توقعاتهم
مثل: الفشل أو العقبات أو النتائج الأخرى غير المرضية
فعندما تعزى هذه الصعوبات إلى الذات فالفرد يدرك ذاته حينئذعلى أنه يعاني من قصور،
أو عجز، أو غير مؤهل، وغير جذاب.
2-3-8- الانفعالات السالبة
مثل: الاكتئاب والقلق أو حتى
محاولات الانتحار تظهر من المقارنة غير المريحة بين الذات الواقعية والذات
المثالية.(يونس ،2016 :24 - 25)
3-3-8 – نمودج جرول Grohol
لادمان الانترنت :
قدم جرول نظرية ترى أن تفسير سبب إستخدام
الأنترنيت بإفراط هو مقنعة جدا ، وقام بعمل نمودج يطلب فيه من الشخص أن
يختار مراحل معينة في إكتشاف الإنترنيت و مصادرها ، و يوضح شكل
رقم (1) التدرج المنطقي من قبل شخص ما في
إستخدام خدمة أو القيام بنشاط جديد مستخدما الإنترنيت .
كما أنه من يوصفون بمدمني الإنترنيت ، يبقون قابعين في
المرحلة الأولى و هي مرحلة الإنبهار ولا يستطيعون المرور إلى المرحلتين التاليتين
.
بينما المستخدم بعد إنبهاره بنشاط معين ، يبدأ في الدخول
إلى مرحلة الإجتناب حيث يكون بعض من خيبة الأمل بناء على ما توقع من أن تقدمه له
هذه الخدمة من معطيات ، و لكن بممارسته لها تعرف على نقاط قصورها و محدوديتها
و ينتهي المطاف بالمستخدم الطبيعي إلى الوصول إلى مرحلة
الإتزان والتي عندها يكون قد حدد ماذا يريد من هذا النشاط وما الذي يمكن أن يقدمه
إليه فعليا ، وعلى هذا فيصل إلى الإتزان في الإستخدام دون إفراط (سحاب،2011 : 31 )
9 - الاثار السلبية المترتبة عن استخدام الانترنيت :
يعاني مدمن الأنترنت العديد من الأضرار و الأثار
السلبية جراء إستخدامه الواسع للإنترنيت ، و من بين هذه الأثار مايلي :
إضاعة الوقت و الشعور بالخمول و الكسل .
التعرف على رفقاء السوء و تدمير الأخلاق و نشر الردائل
.(علي ،2010 :262)
الشعور بالوحدة وعدم الاحساس بالانتماء للمجتمع.
انطواء الأفراد وانسحابهم من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
إقامة علاقات اجتماعية غير شرعية تؤثر على العلاقات الزوجية.
اضطرابات الحياة الأسرية وإهمال الواجبات الأسرية والمنزلية نتيجة
قضاء الشخص أوقات طويلة أمام الإنترنت.
1-9 - المشكلات النفسية :
وتتمثل في :
هروب الأشخاص من عالم الواقع الفعلي إلى عالم افتراضي .
الانطواء والاغتراب النفسي الذي يتعرض له الشباب .
اهتزاز الثقة بالنفس وترسيخ قيم السلبية والقلق والرفض.
2-9- المشكلات الأخلاقية :
وتتمثل في :
الدخول على المواقع الإباحية والخدمات الجنسية الحية من خلال الفيديو
الفوری .
تدمير القيم الأخلاقية وإمكانية انتشار جرائم الاغتصاب .
3-9- المشكلات التعليمية :
وتتمثل في :
انخفاض المستوي الدرامي و إنخفاض مدة المذاكرة
اليومية للطالب
رسوب الطالب لعدم استعداده للامتحان.
4-9- مشكلات صحية:
وتتمثل في :
الإجهاد والتوتر النفسي من جراء متابعة شاشة الكمبيوتر.
ضعف الإبصار و آلام الظهر والصداع
والهزال . (درويش ،2016 :55 -56 (
إهمال الذات و النظافة الشخصية .المعاناة من
إضطرابات النوم وهي من أخطر المشاكل الصحية ،بحيث تسبب قلة النوم إنخفاض ملحوظ في
الأداء و الإنتاجية ،إضافة إلى ذلك يمكن أن يسبب إضعاف جهاز المناعة و بالتالي
التعرض المستمر للأمراض المختلفة .(6 :
2007 Martine,)
التسبب في جفاف العين نتيجة التحديق
المتواصل ،إضافة إلى الصداع و آلام الظهر والإرهاق الشديد (94 :2012Stéphanie ,)
يمكنك ايضا الاطلاع اكثر حول هذا الموضوع من خلال كتاب قيم و خصائص مدمني الانترنت pdf
10- علاج ادمان الانترنت
يوجد عدة تقنيات لتخفيف من حدة إدمان الأنترنيت ، نلخها
فيما يلي :
1-10- نموذج "جرول" 2003 Grohol لعلاج ادمان الانترنت:
يقدم جرول نموذجا يرى أن تفسير سبب استخدام الإنترنت بإفراط هو فكرة
مقنعة جدا، وقام باقتراح نموذج به خطوات علاج إدمان الإنترنت ينبغي على الشخص
المدمن أن يسلكها؛ وذلك وفقا لثلاث مراحل هي:
1-10- 1- مرحلة الاستحواذ أو الافتنان :
وفي وهذه المرحلة تحدث
عندما يكون الشخص وافد جدید و مجرب جديد للإنترنت أو مستخدم لنشاط
جديد.
2-1-10- مرحلة التحرر من الوهم :
وفي هذه المرحلة يقل اهتمام
الشخص بالنشاط على الإنترنت ويتحقق هذا بشكل كامل في المرحلة الثالثة
3-1-10- مرحلة التوازن :
وهي ترمز إلى الاستخدام
الطبيعي للإنترنت
ويتحقق هذا عندما يجد الشخص نشاط جديد مثير للاهتمام.(العصيمي،2010 :43)
و حسب الدكتور يونغ أن هناك عدة طرق لعلاج إدمان الإنترنت، منها
إدارة الوقت، وفي حالة الإدمان الشديد لا تكفي إدارة الوقت، بل يلزم من المريض
استخدام وسائل أكثر فعالية تتمثل فيما يلي:
2-10- عمل العكس :
إذا اعتاد المريض مثلا استخدام الانترنت طيلة أيام الأسبوع، تطلب منه الانتظار حتى يستخدمه في
إجازة الأسبوع، وإذا كان يفتح البريد الالكتروني أول شيء حين
يستيقظ من النوم، نطلب منه أن ينتظر حتى يفطر.
3-10- إيجاد موانع خارجية :
ضبط المنبه قبل بداية دخوله الانترنت، بحيث ينوي الدخول على الانترنت
ساعة واحدة مثلا.
4-10- تحديد وقت الاستخدام :
تقليل و تنظیم ساعات استخدامه، بحيث إذا كان مثلا يدخل للانترنت لمدة
(40) ساعة أسبوعيا، نطلب منه التقليل إلى (20) ساعة أسبوعيا ، وتنظيم تلك الساعات
وتوزيعها على أيام الأسبوع.
5-10- الامتناع التام :
كما ذكر فإن إدمان بعض المرضى يتعلق بمجال محدد من مجالات استخدام الانترنت ، فإذا كان الفرد مدمنا على
الحوارات الحية مثلا، نطلب منه الامتناع عنها امتناعا تاما، في حين نترك له الحرية
في استخدام أشياء أخرى موجودة في الانترنت.
6-10- المعالجة الأسرية :
في بعض الأحيان تحتاج الأسرة بأكملها إلى تلقي العلاج بسبب المشاكل الأسرية التي يحدثها الإدمان على الانترنت، بحيث يوضع برنامج
يساعد على استعادة النقاش والحوار فيما بينها، وتعلم الأسرة بمدى خطورة تجاوز الحد
المعقول في استخدام الانترنت المؤدي إلى إدمانه.(بوبعاية ،2017 :26 – 27 )
7-10- الإنضمام إلى مجموعات التأييد :
كوسيلة للمساعدة أيضا ،لابد من زيادة رقعة
الحياة الإجتماعية الحقيقية ،كالإنضمام إلى فريق كرة قدم مثلا ، أو الذهاب إلى
الإستماع لدروس دينية في المسجد ،والهدف من هذه النشاطات هو جلب أصدقاء حقيقيين في
الحياة الواقعية . (علي ،2010 :225).
خاتمة :
نستخلص مما سبق ذكره ،أن مفهوم ادمان الانترنت ظهر حديثا
،وأن أعراض هذا الإدمان تتنوع بين الأعراض الفيزيولوجية و أخرى نفسية ،كما إتضح
أنه لإدمان الإنترنت عدة أنواع و أشكال ،إضافة إلى هذا يمر المستخدم للشبكة
العنكبوتية بثلاث مراحل حتى يصبح مدمنا ،كما يعد الملل و العزلة الإجتماعية و نقص
الثقة بالذات والهروب من الواقع من أهم أسباب إدمان الفرد على الشبكة العالمية
،ويختلف نوع العلاج بإختلاف شخصية المدمن ونوعية إدمانه .
المصادر و المراجع
المراجع العربية
1- بوبعاية ، سمية . (2017) . ادمان الانترنت وعلاقته بظهور اضطرابات
النوم لدى عينة من الشباب الجامعي دراسة ميدانية بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة .
مذكرة ماستر . منشورة . جامعة محمد بوضياف المسيلة .الجزائر
2- ابريعم ،سامية .(2015) . العلاقة بين ادمان الانترنت و الشعور
بالإغتراب النفسي دراسة ميدانية لدى عينة من طلاب و طالبات جامعة أم البواقي .
مجلة علوم الإنسان و المجتمع . جامعة أم البواقي .العدد 15 .
3- حمد ،أمل كاظم .ادمان الأطفال و المراهقين على الانترنت وعلاقته
بالإنحراف .مجلة العلوم النفسية. جامعة بغداد كلية التربية إبن الهيثم قسم التربية
وعلم النفس . العدد 19.
4- حمودة ،سليم . (2015) . ادمان على الانترنت إضطراب العصر . مجلة
العلوم الإنسانية و الإجتماعية. جامعة قصدي مرباح . ورقلة . العدد21 .
5- حمودة ،سليم . (2015) . ادمان على الانترنت إضطراب العصر . مجلة
العلوم الإنسانية و الإجتماعية. جامعة قصدي مرباح . ورقلة . العدد21 .
6- درويش ، نور علي سعد . (2016) . قيم و خصائص مدمني الأنترنيت . ط 1 .
الإسكندرية . دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر
7- الدمرداش ، عادل . (1982) . الإدمان مظاهره و علاجه . الكويت .
المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب
8- سحاب ، فتيحة . (2011) . أثر ادمان الانترنت على التحصيل الدراسي و
ظهور السلوك العدواني لدى المراهق المتمدرس .مذكرة ماجستر . جامعة الجزائر 2 .
9- العصيمي ، سلطان عائض مفرح .(2010) . ادمان الانترنت وعلاقته
بالتوافق النفسي الإجتماعي لدى طلاب المرحلة الثانوية بمدينة الرياض . رسالة
ماجستر . منشورة . جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
10-
علي، محمد النوبى محمد.
2010 . ادمان الانترنت في عصر العولمة . ط1 . عمان .
دار صفاء للنشر
11-
عيد يونس ، بسمه حسين .
(2016) . ادمان شبكة التواصل الإجتماعي و علاقتها بالاإضطرابات النفسية لدى طلبة
الجامعة في محافظة غزة . رسالة ماجستر .منشورة . جامعة الأزهر .غزة
12-
غانم ، محمد حسن .(2006).
مشكلات نفسية إجتماعية . كتب عربية
13-
عطا كريم ، عبد الكريم .(
2016) .ادمان الانترنت
خطر جديد يداهمنا . ط1 . عمان . دار ومكتبة الحامد للنشر و التوزيع .
المراجع الاجنبية :
14- Martine , Courvoisier.(2007) Trouble de Dependance a Internet –
IAD. D´epartement Prevention. Suisse
15 - Stéphanie, Bredel.(2012). Addiction à Internet chez les adolescents
: élaboration d’un outil d’aide au dépistage pour les médecins généralistes.
these pour le doctorat en medecine. Faculte de medecine pharmacie de
rouen ,France.
16 - YOUNG, K.S. (1996). Internet addiction : The emergence of a new
clinical disorder. Paper presented at the 104th annual meeting of the American
Psychological Association, Toronto, Canada.