اولادنا و الامراض النفسية pdf

د . كلير فهيم

ملخص كتاب اولادنا و الامراض النفسية pdf

غايتي من هذا الكتاب بیان فائدة الطب النفسي والعلاج النفسي في حل أزمات الأطفال والمراهقين ، وتوضيح مدى تكفل العلاج النفسي للأطفال بمساعدة المعنيين بأزمات الناشئين عن طريق تمكينهم من الفهم المستنير واعطاء التفسيرات النفسية لمظاهر الانحراف والجنوح .

فالعلاج النفسي للأطفال هو الذي يصل بالمربي الى معرفة أنواع السلوك المستهجن الناتج عن اضطراب في القوى النفسية ، ويوصله أيضا الى العثور على أصل هذا النوع من السلوك ومصدره في اللاشعور .. ويلي ذلك الخطوة التالية وهي هداية المربی أو الوالد الى أنجع الوسائل لاعادة الطفل أو المراهق المضطرب او الجانح إلى سواء السبيل ، بحيث يتلاءم مع الأوضاع الاجتماعية السوية .

في الجزء الأول من كتابي هذا قمت بایضاح مشاكل الطفل النفسية والسلوكية ، وأسبابها ، وأعراضها وعلاجها وطرق الوقاية منها. وفي هذا الجزء يتضح إلى أي مدى تعتمد حياة الطفل في كل مراحلها على ضرورة تزويده بجرعات كافية مشبعة من الفداء الوجدانی الهام من بداية حياته .. وهو الحب .. حيث ان الحرمان من الحب كثيرا ما يلوث النفس بالقسوة الحيوانية ويدفع المحروم الى انحراف سلو که والی ارتكاب أبشع الجرئم.

وفي الجزء الثاني من الكتاب عرضت بعض الحالات النفسية التي قابلتني في اثناء ممارستي لمهنتي كطبيبة نفسية ، کی اوضح للآباء والأمهات أن الاضطرابات النفسية لأبنائهم مصدرها الظروف البيئية التي يعيشون فيها وهم أبطالها ، حيث يرتكبون أخطاء تربوية دون قصد فيكون لها أسوأ الأثر على حياة أبنائهم المستقبلية.

كما اني قمت في نهاية كل مشكلة عرضتها في هذا الجزء بایضاح دور الوالدين لتجنب مثل هذه الأخطاء . وأرجو أن يفهمهما الوالدان ومن ثم يحاولان تجنبها حتى ينشأ أبناؤهم في حياة آمنة مستقرة تقيهم من الاضطرابات النفسية والسلوكية في المستقبل .

أن الأغلبية الساحقة من المتاعب النفسية تحدث خلال السنوات الأولى من عمر الإنسان ، وكثيرا ما تأتي نتيجة لأشياء صغيرة تصدر من الوالدين دون قصد ، ولا ينتبهان اليها ، غير انها تصيب الطفل بهزة تتسرب الى عقله الباطن وتلوذ بتلافيفه ، حيث تبقى في مكانها مختفية لتسيطر على حياته من بعيد ، ترسیم له طریق العذاب في كبره ، مما يدفعه الى الانحراف ، أو يقوده الى الجنون ، ما لم يتدخل الطب النفسي في الوقت المناسب ، وينتزع أصول المتاعب من العقل الباطن ويطفو بها الى العقل الواعي حيث تذوب سمومها وينتهي امرها فالطبيب النفسي اشبه بالرجل الذي يحاول ان يحفر بئرا بملقاط صغير .. وانا احاول ان احفر بئرا في نفس كل مريض يدخل عیادتی حتی أصل الى اعماقه .. الى عقله الباطن .. لأستخرج الجرثومة التي ترقد فيه ، والتي تسبب له مرضه .. وليس في يده من أدوات الحفر الا الملقاط الصغير الذي صنعه أطباء النفس على مر الأجيال ، وهي عملية تستمر شهورا وقد تستمر مدى حياة المريض وحياة الطبيب .

ومع ذلك فهي تعطى المريض فرصة للتنفيس عما بصدره ، والشعور بأن هناك انسانا يهتم بأمره ، وهذا في ذاته باعث على اطمئنانه ، والاطمئنان خطوة أولى وحتمية لرؤية المشاكل على أبعادها الحقيقية ، فيستطيع أن برى البذرة التي نبتت منها المشكلة ، والأرض التي نبتت فيها ، والعوامل التي ساعدت على ثباتها .

وبذلك يستطيع أن يستنبط أكثر الوسائل فاعلية لحلها، ثم يتجنب حدوث غيرها فيما بعد .

واخيرا اذا استطاع هذا الكتاب أن يوضح أهمية الطب النفسي للأطفال والعلاج النفسي في حل ازمات الأطفال والمراهقين من ناحية ، وأن يلقي الضوء امام الآباء والأمهات ليهتدوا الى كيفية تنشئة أبنائهم تنشئة نفسية سليمة حاليا ، لوقايتهم من الاضطرابات النفسية مستقبلا، کی بنعموا بحياة سعيدة هانئة دائما من ناحية أخرى .. فاذا استطاع أن يفعل هذا ، أو شيئا منه ، فذلك ما رجوت ، وما قصدت اليه .