مفهوم الصحة النفسية |
مقدمة
يطلق عادة على الصحة النفسية كلمة الصحة العقلية . و قد سادت كلمة " العقلية " Mental بسبب اهتمام اطباء الاعصاب بالمرضى النفسيين في السنوات الماضية و تركيزهم على المخ في تفسيرهم لسلوك الشاذ.
و يحاول بعض الباحثين الفصل بين الامراض الذهانية العصبية عن مجال الامراض النفسية ،بحيث تحتفظ الامراض الذهانية باسم الامراض العقلية . أما مصطلح الامراض النفسية فيشمل الاضطرابات الانفعالية الناجمة عن مشكلات عدم التوافق و كذلك الامراض السيكوسوماتية ( النفسجسمية ) التي تؤثر على صحتنا بشكل عام .
على سبيل المثال،يتكفل طبيب الامراض العصبية Psychiatry بالامراض العقلية ، و يتكفل اخصائي الصحة النفسية Psychological health بالامراض النفسية . (1)
اذن فماهو مفهوم الصحة النفسية و ما هو تعريفها ؟
تعريف الصحة النفسية
تعني قدرة الفرد على التوافق مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه . و هكذا يؤدي الى التمتع بحياة خالية من التأزم والاضطراب ومليئة بالحماس.
و هي لفظ مرادف لمفهوم السواء و بالتالي يعني التوافق النفسي الاجتماعي.
كذلك يشير الى مهارات في مجال تكوين العلاقات الشخصية و الاجتماعية الفعالة و الايجابية و التي تكون مقبولة من الفرد و من الاخرين .و قد يقصد ايضا التوافق الفرد في الميدان الدراسي و المهني (2)
الصحة النفسية عنصر مكمل لصحة الجسدية و العقلية فهي قدرة الانسان على الشعور بالسعادة و قدرته على بناء علاقات متينة مع الاخرين .
كذلك قدرته على التكيف و العودة الى حالته الطبيعية بعد تعرضه لاي اضطراب نفسي .
و يهتم علم الصحة النفسية يهتم بدراسة و تفسير السلوك الانساني و تقويمه و تعديله أو علاجه .
ترتكز الصحة التفسية على ثلاث عناصر اساسية و هي :
أولا : التوافق النفسي الاجتماعي او ما يسمى بالتوافق العام
ثانيا : قدرة الفرد على مواجهة الضغوطات و التكيف مع احتياجات الحياة
ثالثا : الشعور بالطمانينة و السعادة و الرضى عن الذات . (3)
تعریف منظمة الصحة العالمية لصحة النفسية
هي حالة من الرفاهية التي يدرك فيها الفرد قدراته، و يمكن أن يتغلب الضغوطات العادية في الحياة. و هكذا يمكنه أن يعمل بانتاجية عالية ويكون قادرا على المساهمة في مجتمعه . (2)
و الصحة النفسية هي كذلك حالة من الاكتمال الجسمي و النفسي و الاجتماعي لدى الفرد ، و ليس خلوه من المرض النفسي او العقلي . (4)
تعريف معجم علم النفس للصحة النفسية :
هي حالة عقلية تتميز بالسلامة و الصحة الانفعالية و بالتحرر النسبي من القلق وأعراض العجز و القدرة على إنشاء علاقات ايجابية .و بالتالي مواجهة متزنة من المطالب العادية و ضغوط الحياة. (5)
اهداف الصحة النفسية
أولا : مكافحة الاضطرابات النفسية و العقلية لما لها من أثار مدمرة تهدد الصحة العامة للفرد و المجتمع.
ثانيا : تساعد الفرد على التكيف مع نفسه و مع مجتمعه و هكذا يجعل الفرد يتمتع بحياة خالية من الاضطرابات.
ثالثا : إنتشار مبادئ الصحة النفسية و نشر الوعي الصحي بصفة عامة. و الوعي الصحي النفسي بصفة خاصة حتى يساعد ذلك على الوقاية من الأمراض و الاضطرابات النفسية المختلفة . (3)
مظاهر الصحة النفسية
الدافعية: وهي التي تدفع الفرد للقيام بنشاط معين و بالتالي هي القوة المحركة والموجه لنشاط الفرد نحو تحقيق أهدافه .
الشعور بالسعادة المتمثلة في اعتدال المزاج و التعبير بالرضا عن الحياة .
التفوق العقلي: حيث إن الطاقة العقلية للإنسان تعد مظهرا من مظاهر الصحة النفسية.
غياب الصراع النفسي الحاد سواء كان صرعا داخليا او خارجيا .
بالإضافة إلى ذلك التوافق النفسي المتمثل في العلاقة المتجانسة مع البيئة بحيث يستطيع الفرد الحصول على الاشباع اللازم للحياة وفي الوقت نفسه يراعي ما يوجد في البيئة المحيطة من المتغيرات. (6)
تكامل الشخصية : يعني الاتساق بين جوانب الشخصية و القدرة على مقاومة الضغوطات و تحمل الاحباط تحقيق الذات يعني استغلال الفرد لكامل قدراته و امكانياته الخاصة و توجيهها نحو تحقيق اهدافه المستقبلية. (5)
مستويات الصحة النفسية
المستوى الراقي:
و هم أصحاب الشخصية القوية والسلوك السوي والتكيف الجيد و هم الأفراد الذين يدركون جيدا امكانياتهم و قدراتهم و بالتالي يتمكننون من تحقيق الذات .
المستوى فوق المتوسط:
و هم أقل من المستوى السابق و مع ذلك سلوكهم طبيعي وجيد .
المستوى العادي ( الطبيعي والمتوسط ) :
و هم في موقع متوسط بين الصحة المرتفعة والمنخفضة لديهم جوانب قوة ، وجوانب ضعف ، يظهر أحدهما أحيانا و يترك مكانه للآخر أحيانا أخرى.
المستوى الأقل من المتوسط:
هذا المستوى أدنى من السابقين من حيث مستوى صحتهم النفسية و اكثر ميلا للاضطراب وسوء التكيف و نتيجة لذلك يعجزون عن تحقيق الذات . و يقع في هذا المستوى الأشكال الانحرافية النفسية والاضطرابات السلوكية غير الحادة .
5 - المستوى المنخفض:
و درجتهم في الصحة النفسية قليلة جدا وعندهم أعلى درجة من الاضطراب والشذوذ النفسي ، فهم يمثلون خطر على أنفسهم وعلى الآخرين ويتطلبون العزل في مؤسسات خاصة . (7)
خصائص الشخصية المتمتعة بالصحة النفسية
التوافق:
ويتضمن التوافق الشخصي الذي يشمل الرضا عن التنفس والاجتماعي الذي يشمل التوافق الزواجي والاسري والمدرسي و كذلك التوافق المهني.
الشعور بالسعادة مع النفس:
ودلائل ذلك الشعور بالسعادة والراحة النفسية لما للفرد من ماض نظيف وحاضر سعيد ومستقبل مشرق . والاستفادة من مسرات الحياة واشباع الدوافع والحاجات النفسية الأساسية والشعور بالأمن والطمأنينة والثقة ووجود اتجاه مسامح نحو الذات وتقبلها والثقة فيها وتنمية مفهوم موجب للذات وتقديرها .
الشعور بالسعادة نحو الاخرين:
ويظهر ذلك في حب الآخرين والثقة فيهم واحترامهم وتقبلهم، ووجود اتجاه متسامح نحو الاخرين والانتماء للجماعة . بالإضافة إلى ذلك القيام بالدور الاجتماعي المناسب والتفاعل الاجتماعي السليم والسعادة الأسرية والتضحية من أجل الاخر و التعاون وتحمل المسؤولية.
تحقيق الذات واستغلال القدرات:
و يتمثل ذلك فهم النفس والتقييم الواقعي الموضوعي للقدرات والطاقات وتقبل نواحي القصور والحقائق المتعلقة بالقدرات موضوعيا . وفي الوقت نفسه تقبل مبدا الفروق الفردية، واستغلال القدرات والإمكانات الى اقصی حد ممكن و وضع أهداف ومستويات الطموح وبذل الجهد في العمل والشعور بالنجاح والكفاية و الرضى عن الذات
القدرة على مواجهة مطالب الحياة:
وذلك من خلال النظرة السليمة الموضوعية للحياة ومطالبها ومشكلاتها اليومية والعيش في الحاضر والواقع والبصيرة والمرونة والايجابية في مواجهة الواقع . كذلك القدرة على مواجهة احباطات الحياة، وبذل جهود ايجابية من اجل التغلب على مشكلاتها والسيطرة على الظروف البيئية كلما أمكن
التكامل النفسي:
و يتجسد من خلال الاداء الوظيفي المتكامل والمتناسق للشخصية ككل (جسميا وعقليا وانفعاليا واجتماعيا )والتمتع بالصحو ومظاهر النمو العادي.
السلوك العادي :
من خلال السلوك السوي العادي المعتدل المألوف الغالب على حياة غالبية الناس العاديين، والعمل على تحسين مستوى التوافق النفسي والقدرة على التحكم في الذات وضبط النفس.
الاتزان الانفعالي:
ويعني به قدرة الشخص على السيطرة على انفعالاته المختلفة والتعبير عنها حسب ما تقتضيه الظروف وبشكل يتناسب مع المواقف التي تستدعي هذه الانفعالات، كما أن ثبات الاستجابة الانفعالية في المواقف المتشابهة دليل هو علامة الصحة النفسية والاستقرار الانفعالي ذلك أن تباین الانفعالات في هذه الحالة دليل على الاضطراب الانفعالي. (2)
اهمية الصحة النفسية
من خلال اكتساب الصحة النفسية يتمكن الفرد من فهم ذاته و التوافق معها و بالتالي يعزز ادراكه لحاجياته و تحديد اهدافه و تحقيقها .
من ناحية أخرى تصبح حياة الفرد خالية من التوتر و الاضطرابات و الصراعات المستمرة مما تجعله يشعر بالطمانينة و السعادة مع نفسه .
كما تمكن الفرد ان يكون قويا اتجاه الشدائد و الازمات و تجعل شخصيته متكاملة تؤدي وظائفها بشكل متكامل و متناسق.
- إن الصحة النفسية مهمة بالنسبة للمجتمع بمختلف مؤسساته لأنها تتم بدراسة وعلاج المشكلات الإجتماعية التي تؤثر على نمو شخصية الفرد.
- تجعل الفرد أكثر قدرة على التكيف الإجتماعي مما يجعله يسلك السلوك الذي ينال رضاه ورضا الذين يتعاملون معه.
- تجعل الفرد متمتعا بالإتزان والنضج الإنفعالي بعيدا عن التهور والاندفاع وهذا عامل هام
- تلعب دورا هاما في جميع مجالات المجتمع مثل التعليم والصحة والاقتصاد والسياسة.
- تحقق للمجتمع زيادة الإنتاج مما يعود على المجتمع بالرفاهية.
- تجعل الفرد قادرا على معاملة الناس معاملة واقعية لا تتأثر بما تصوره له أفكاره وأوهامه كما يحدث عند المريض النفسي.
- تبرز أهميتها في مجال الخدمة الإجتماعية، و بالتالي على الأخصائي الإجتماعي أن يتعرف على جوانب الصحة النفسية حتى يستطيع أن يعالج مشاكل الأفراد التي غالبا ما تكون نتيجة عوامل نفسية.(3)
نظريات الصحة النفسية
لقد وجدت العديد من النظريات المفسرة نذكر منها مايلي
نظرية التحليل النفسي و الصحة النفسية
تقوم نظرية التحليل النفسي على تفسير الصحة النفسية في قدرة الفرد على مواجهة الدوافع البيولوجية والغريزية، والسيطرة عليها في ضوء متطلبات الواقع الاجتماعي، مع القدرة على التوفيق بين مطالب الهو" و "الأنا" أو "الأنا الأعلى .
فالإنسان السليم نفسيا في نظر سيغموند فرويد هو الإنسان الذي يملك الناا لديه قدرة كاملة على التنظيم والانجاز، ويمتلك مدخلا لجميع اجزاء الهو ويستطيع التأثير عليه حيث في حالة الصحة لا يمكن فصلهما عن بعضهما ويشكل الانماء الاجزاء الواعية والعقلانية من الشخص في حين تجميع الغرائز اللاشعورية في الهوا حيث تتمرد وتنشق في حالة الاضطراب النفسي وتكون في حالة الصحة النفسية مندمجة بصورة مناسبة.
كما ويضم هذا النموذج الأنا الأعلى والذي يمكن تشبيهه بالضمير من حيث الجوهر، وهنا يفترض فرويد انه في حالة الصحة النفسية تكون القيم الأخلاقية العليا للفرد انسانية ومبهجة في حين في حالة الاضطراب مثارة ومتهيجة من خلال تصورات جامدة مرهقة.
و لا يقاس مقدار الصحة النفسية من خلال غياب الصراعات او عدم وجودها وانما تتجلى من خلال القدرة الفردية على حل الصراعات ومواجهتها
نظرية المدرسة السلوكية و الصحة النفسية
يرى أصحاب هذه النظرية أن السلوك متعلم من البيئة، وان عملية التعلم تحدث نتيجة الوجود الدافع والمثير والاستجابة، و بالتالي فان مفهوم الصحة النفسية لديهم يتمثل في الاستجابات المناسبة للمثيرات المختلفة أي استجابات بعيدة عن القلق والتوتر.
و علاوة على ذلك الصحة النفسية السليمة تتمثل في اكتساب عادات مناسبة و فعالة تساعد الفرد في التعاون مع الاخرين على مواجهة المواقف التي تحتاج الى اتخاذ القرارات .
باختصار اذا اكتسب الفرد عادات تتناسب مع ثقافة مجتمعه فهو في صحة نفسية سليمة.
- نظرية كارل روجرز
وهو مؤسس نظرية الذات في علم النفس.
ان كل فرد قادر على إدراك ذاته وتكوين مفهوم أو فكرة عنها، وينمو مفهوم الذات نتيجة التفاعل الاجتماعي جنبا الى جنب مع الدافع الداخلي التحقيق الذات باختصار لكي يحقق الانسان ذاته لابد ان يكون مفهومه عنها موجبا وحقيقيا .
و بالتالي إن الانسان المتمتع بالصحة النفسية هو الشخص القادر على تكوين مفهوم ايجابي عن نفسه، والذي يتفق سلوكه مع المعايير الاجتماعية ومع مفهومه مع ذاته.
- نظرية علم النفس الفردي :
يطرح علم النفس الفردي الذي يمثله ادلر السؤال عن هذا الموضوع بشكل مختلف عن التحليل النفسي فقد اعتبر أدلر العصاب على أنه شكل خاطئ من اسلوب الحياة والشذوذ الاجتماعي.
في نفس السياق يرى ادلر أن المجتمع أو المحيط يشكل بنية أساسية للفرد لا يمكن الغاؤها أو ابطالها، فقد حدد علم النفس الفردي مصطلح الشعور الجماعي معيارا للصحة النفسية .
فحسب ادلر انه لا يمكن اعتبار الانسان سليما نفسيا الا عندما يتناسب طموحه مع سعادة المجتمع، ويلتزم أخلاقيا بتحقيق عالم أكثر انسانية.
فلا يوجد تعارض بين فردية الشخص والتصرفات الاجتماعية في علم النفس الفردي فتحقيق الذات والتأهيل المستمر والتقدم المهني وتوسيع مجالات الحرية الشخصية تحتل عند ادلر المرتية نفسها التي يحتلها التضامن والاستعداد للمساعدة والروح الجماعية اذ أن سيرورة الانسان ترتبط بالالتزام الاجتماعي بالأخرين.
نظرية التحليل الوجودي :
لم تهتم هذه النظرية بتحديد السمات الأساسية للصحة النفسية، فمنطلقها قائم على الإنسان السليم، ويعتبر المرض فيها شكلا قاصرا من الصحة.
يتجنب التحليل الوجودي الحديث عن العصابات وتصورات الإنسان، فعندما نقود المريض على اساس الاجزاء السليمة الباقية من نفسيته نحو الاعتراف بنفسه وبالعالم، او توكيد ذاته والعالم، بدلا من البحث في اعماقه عن دوافع شاذة أو عن صدمات لا يمكن اصلاحها .
ونتيجة لذلك يرى " بوس" أن الصحة النفسية هي التمكين الغير محدود من امتلاك السمات الجوهرية الثمانية للوجود الإنساني وهي:
امتلاك الانسان تصور عن وجوده في المكان الذي يعيش فيه.
امتلاك الانسان تصور عن الزمن.
التكامل بين الجسد و النفس
الاهتمام بالأخرين.
الاهتمام بالحالة النفسية.
دور الذاكرة والادراك للأحداث.
اللاهروب من الموت.
تساوي المؤشرات السابقة بنفس الدرجة والشدة. (2)
خاتمة
ونتيجة لذلك يبقى هذا مفهوم مفهوما نسبيا متغيرا يختلف باختلاف الافراد و المجتمعات و الثقافات و ما يمكن استنتاجه ان الصحة النفسية هي حالة من التوافق العام الذي يحققها الفرد على المستوى النفسي و الاجتماعي ، اي مع ذاته و مع الاخرين و ما حققه ايضا من اهداف و قدرة على مواجهة ضغوطات الحياة و متطلباتها المختلفة .
قائمة المصادر و المراجع
(1) - عبد الله عبد الله . (2008 ) . الاغتراب النفسي و علاقته بصحة نفسية لدى طلاب الجامعة . مذكرة ماجستير علم النفس الاجتماعي . جامعة الجزائر .
(2) - موساوي هناء ، بن حمدي مروة . (2018 ) . الاحتراق النفسي و علاقته بابعاد الصحة النفسية لدى الاطباء .شهادة ماستر علم النفس الاجتماعي . جامعة 8 ماي 1945 قالمة .
(3) - رحماني رفيق . ( 2015 ) . الصحة النفسية لدى الشخصية الوسواسية القهرية . ماستر علم النفس العيادي .جامعة سعيدة .
(4) - سامية صوشي . ( 2017 ) . المساندة الاسرية و علاقتها بالصحة النفسية لدى عينة من مرضى القصور الكلوي .شهادة الماستر علم النفس العيادي .جامعة مسيلة .
(5) - يحي نجية . (2018 ).الصحة النفسية لدى تلميذ ضحية الطلاق . مذكرة ماستر علم النفس المدرسي . جامعة سعيدة
(6) - محمد جبار سايب . (2017 ) . الصحة النفسية لدى طلبة كلية الاداب في الجامعة القادسية .شهادة البكالوريوس علم النفس.
(7) - ميلود دواجي نور الدين ، عجيمي كوثر . ( 2017 ) . مستوى الصحة النفسية عند المصاب بداء السكري من النوع الاول . ماستر علم النفس العيادي و الصحة العقلية . جامعة مستغانم .
و في موضوع ذات صلة يمكنك تحميل محاضرات الصحة النفسية pdf