كتاب الاكتئاب و الكدر النفسي pdf

فهمه و اساليب علاجه

منظور معرفي نفسي

كتاب الاكتئاب و الكدر النفسي pdf

اعداد د. عبد الستار ابراهيم

سلسلة الممارس النفسي (3)

سنة التاليف طبعة الثانية المنقحة 2008

ملخص الكتاب :

" يمثل هذا الكتاب حصيلة جهد أكاديمي و عملي في حتل الممارسة النفسية بدات التفكير في كتابته منذ سنوات عدة، وبالذات إثر ظهور كتابي السابق "العلاج النفسي الحديث: قوة للإنسان"، وقد دفعني للكتابة عن هذا الموضوع الشاق أكثر من هدف.

ولعل من أول هذه الأهداف ذلك الذي يتصل بطبيعة الموضوع نفسه، أي موضوع الاكتئاب النفسي، فالاكتئاب من أكثر الأضطرابات النفسية شيوعا بعد القلق، ومن أكثر المشكلات الانفعالية التي بينت لي خبرتي في العالم العربي أنها تدفع الناس لطلب العون النفسي والاجتماعي والأسري.

وغني عن البيان أن نسبة الاكتئاب تشكل مع القلق أعلي نسبة بين زوار العيادات النفسية في المستشفيات والمصحات النفسية، ومراكز العلاج النفسي في الجامعات ومؤسسات الصحة النفسية.

وهناك ما يشير إلى أن الناس في الحياة المعاصرة تعاني من الاكتئاب بصورة أكبر مما كانت مجتمعات الماضي وحضارات السابق تعاني منه، ولو أن الأقدمين عربا وغير عرب عرفوه ووصفوه، واعطوه كثيرا من الأسماء و المصطلحات التي أشارت إلي مرارة الإحساس به وآلام المعاناة منه ومن المعروف أن هناك أكثر من مائة مليون شخص يعانون من الاكتئاب، وأن هؤلاء يتركون تاثيرات سلبية في اعداد مماثلة و يمثل هذا العدد فقط الحالات الرسمية، أي الذين تصل حالتهم إلي درجة من السوء تتطلب الالتحاق بمستشفي او عيادة نفسية طلبا للعون. ومن المؤكد أن هناك أعدادا مماثلة او اكثر من ذلك بكثير تعاني من الاكتتاب بصمت وألم، دون أن يجرف الواحد منهم أو الواحدة منهن علي طلب العلاج رسميا، على فرض أن هذا العلاج و مؤسسات العلاج النفسي والسلوكي متوافرة، ومتاحة.

وفي ظل غياب الوعي والانتباه، وفي ظل الافتقار إلى الرعاية النفسية والعلاج النفسي يترك هؤلاء الأشخاص أو يتركون أنفسهم تحت رحمة الظروف، والمعاناة السلبية، والمجاهدة المتخبطة للنفس للإفلات من المعاناة والألم، الذي قد يطول أحيانا لدرجة الموت أو الانتحار فضلا عن هذا، فإن أثار الإصابة بهذا الاضطراب، تمتد لتشمل كل حياة الشخص النفسية والاجتماعية.

ولهذا تتزايد المشكلات الصحية بمعناها الجسمي والنفسي بين المكتئبين، وتقل فرص شفائهم من الأمراض الأخرى عن غيرهم ممن لا يتعرضون للإصابة به بعبارة أخري، فإن فرص الشفاء من المرض الجسمية و اضطراب الوظائف العضوية تطول إذا كان المرض مصحوبا بشخصية تميل للاكتئاب ، ولا ترى منافد الامل في الحياة ، مما يجعل دراسة هذا الموضوع على المستوى الصحي و الطبي العام مطلبا من المطالب الاساسية ... "