التوجيه و الارشاد المدرسي و المهني pdf مطبوعة جامعية : في مقياس التوجيه و الارشاد المدرسي و المهني في الجزائر .
أعداد : نقبيل بوجمعة
الشعة علوم التربية
السنة الجامعية : 2022/2023
مقدمة :
تأتي هذه المحاضرات
المتخصصة لمقياس التوجيه والارشاد المدرسي والمهني في الجزائر والمقدمة لفائدة
طلبة السنة الثالثة إرشاد وتوجيه تربوي لتحقيق مجموعة من الأهداف المرحلية يمكن
حصرها فيما يلي:
أن يطلع الطالب على
مدخل مفاهيمي وتاريخي لمصطلحات الإرشاد والتوجيه. أن يطلع الطالب على واقع التوجيه
المدرسي والمهني في الجزائر كما هو بالفعل ووفقا للنصوص التشريعية والتنظيمية
السارية المفعول في الجزائر.
أن يطلع الطالب على
المنظومة القانونية في القطاع، وتلك التي تفنن للتوجيه المدرسي والمهني في الجزائر
.
أن يتعرف على الأدوار الفعلية لمستشار التوجيه المدرسي والمهني في الجزائر. أن يتعرف على الوسائل والأدوات التي يستخدمها مستشار التوجيه المدرسي والمهني في وظيفته.
- أن يتعرف على أهم
علاقات مستشار التوجيه المدرسي والمهني ومجالات تدخله في
العملية التعليمية.
- أن يتعرف على أهم
العقبات التي تواجه مستشار التوجيه المدرسي والمهني والوقوف على الأسباب، وعلى
الإستراتيجيات لتفادي العقبات.
لذلك سأقدم هذه
المحاضرات في شكل مبسط معتمدا على مجموعة قوانين ونصوص تنظيمية، مع رصد أهم النصوص
التشريعية والتنظيمية في مجال التوجيه الارشاد المدرسيين في شكل واضح ومبسط ليتسنى
للطلبة الاستيعاب والاستفادة منها.
فهرس المطبوعة :
مقدمة.
1- مدخل مفاهيمي
وتاريخي لمفاهيم الإرشاد والتوجيه التربوي.
2- مراحل تطور الإرشاد والتوجيه التربوي
3- تعريف التوجيه المدرسي
والمهني.
4- التوجيه المدرسي
والمهني في العالم الغربي.
5- التوجيه المدرسي
والمهني في العالم العربي.
6- التوجيه المدرسي
والمهني في الجزائر.
7- أسس التوجيه
المدرسي والمهني.
8- أسس التوجيه
المعتمدة من طرف الوزارة.
9- ظهور مستشار
التوجيه المدرسي والمهني في الجزائر
10 - الحاجة إلى
مستشار التوجيه المدرسي والمهني.
11 - الإطار المكاني
لعمل مستشار التوجيه المدرسي والمهني.
12 - مهام مستشار
التوجيه المدرسي والمهني.
الاعلام.
التوجيه.
التقويم.
المتابعة النفسية
13- وسائل عمل مستشار التوجيه المدرسي والمهني.
14- الصعوبات التي تواجه مستشار التوجيه المدرسي
والمهني في أداء مهامه.
خاتمة.
التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني في الجزائر
يعتبر التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني من الوظائف التي اضطع بها البشر منذ القدم لما له من اهمية قصوى وعميقة تؤثر في حياتهم بصفة مباشرة. حيث أن ظهوره لم يكن وليد الصدفة بل كان مرتبطا بمجموعة من العوامل اهمها على الاطلاق حل المشكلات التي تعوق النمو والتطور الإنساني.
ومن حيث أن لكل مشكلة حل يناسبها فقد تطور التوجيه بتطور المشكلات النفسية
ثم المهنية ثم الاقتصادية التي واجهت الإنسان في العالم. وفي الوطن العربي وفي
الجزائر على وجه الخصوص. وسنتناول في هذه المحاضرات التوجيه المهني والمدرسي في
الجزائر من حيث النشاءة والتطور مستندين على كتابات التربويين قبلنا وكذا على
النصوص القانونية الصادرة في هذا الشأن ومتتبعيها انطلاقا من المنشور رقم :
91/1241/219: الصادر بتاريخ: 1991/9/18 والمتضمن تعيين مستشاري التوجيه في
الثانويات وإلى يومنا هذا.
1. التوجيه المدرسي والمهني :
عرف التوجيه أشكالا وأساليب مختلفة تحكمت فيا عوامل كثيرة عبر
التاريخ. ففي العصور القديمة كان العالم يعاني من جمود ولا يعرف سوى نوعا واحدا
معينا يتقرر من خلاله مصير الإنسان أي عن طريق : مولده نسبه ومركزه الاجتماعي. فمن
قدر عليه أن يولد ابن صانع، أو مزارع أو تاجر فقد تقرر مصيره عن طريق هذه الحقيقة
البسيطة وليس أمامه إلا الرضوخ لإرادة المجتمع على أنها اختيار أزلي لا يقبل
المناقشة وعلى هذا المصير الذي دفعه إليه
مولده. والذي يقره المجتمع ولا ينكره. لم يعرض له من مشاكل سوى مشكلة واحدة هي مشكلة التكيف.
عندما وضع
"فرانك بارسونز في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1908م مبدأين للتوجيه
أحدهما دراسة الفرد ومعرفة قدراته واستعداداته وميوله والآخر من الفرد بالمعلومات
الكافية عن المهن المختلفة
والحرف وما تتطلبه من قدرات واستعدادات وميول حتى يتمكن من اختيار المهنة أو
الحرفة التي تلائمه.
كان ذلك مؤشرا للحاجة
التي املتها الضرورة القصوى نتيجة الطلبات الكبيرة لليد العاملة من طرف المصانع
التي انتشرت كالفطر في كل أنحاء أوروبا والوليات المتحدة الأمريكية والتي سميت
لاحقا بالثورة الصناعية إذ كانت المصانع تحتاج أفرادا بكفاءات معينة وكان الأفراد
لا يستطيعون اختيار الوظائف التي تناسهم، وهو ما دعا إليه بارسونز في تقريره سنة
1908 والذي حث على ضرورة إدخال التوجيه المهني في المدارس العامة باعتبار أن من
وظائفها إعداد الناشئة للحياة المهنية وتوجههم إلى المهن الملائمة لقدراتهم
وميولهم والمتتبع السيرورة التوجيه يذكر مساهمة تورمان كيلي الذي قدم رسالته عن
التوجيه التربوي في كلية المعلمين بجامعة كولومبيا للحصول على درجة الدكتوراه.
وكان هدف دراسته وضع أساس على التصنيف طلاب المدارس الثانوية يحدد بموجبه احتمال
نجاح الطالب في دراسته كما يهدف إلى مساعدة الطالب على اختيار نوع الدراسة والتكيف
مع المشكلات المدرسية. توالى بعدها الاهتمام بالتوجيه في بقية العالم الصناعي على
غرار إنجلترا التي بدأت بالاهتمام بالتوجيه المهني في عام 1909 عند ظهور قانون
تنظيم العمل وتكونت بذلك مكاتب لتوجيه الشبان نحو اختيار المهن المناسبة لهم وفي
عام 1921 أنشئ المعهد القومي لعلم النفس الصناعي.
أما في فرنسا، فحتى بداية هذا القرن كان مصطلح
التوجيه نادر الذكر، وعرف هذا المفهوم رسميا في سنوات العشرينات.
ومن جهة أخرى بدأ
التوجيه المدرسي في فرنسا عام 1922 بتأسيس مراكز التوجيه المهني والتعليمي للشباب
من طرف وزارة التربية الفرنسية وكان الهدف من إنشائها هو التوجيه المدرسي والمهني
للطالب ووصل عدد المستشارين عام 1975 إلى 500.000 مستشارا يتحصلون على شهادة علم
النفس في التوجيه المدرسي للعمل.
بری " بروور في
كتابه الذي عنونه بـ التربية كتوجيه أن هناك فرقا بين عبارتي التربية كتوجيه
والتوجيه التربوي فالمقصود بالأولى ضرورة توجيه التلاميذ في نواحي نشاطهم كافة،
أما الثانية
فيقصد بها ناحية محدودة من التوجيه تهتم بنجاح التلميذ في حياته المدرسي. وفي الأخير نؤكد على " أن التوجيه المني لوحظ قبل الحرب العالمية الثانية دون ارتباط وثيق مع التوجيه المدرسي. وكان يتعلق خاصة بالشباب المراهقين الذين تركوا المدرسة الابتدائية في نهاية التعليم الإجباري من أجل تحقيق تكوين مبني معين.
أي أن التوجيه
المدرسي والمهني كان في بدايته مهنيا ثم مدرسيا ثم مدرسيا ومهنيا، هدف أساسا إلى
إعلام الفرد ومساعدته على توضيح اهتماماته، وأن يتخذ بنفسه القرارات الخاصة به،
بمعنى آخر تحضير الشباب إلى إيجاد طريقه الخاص بنفسه وذلك ببناء مشاريعه المدرسية
والمهنية بل حتى الحياتية. وتنظيم قدراته بما يتوافق ورغباته للوصول به إلى
الوظيفة أو الدراسة التي ينشدها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى حصول المجتمع على
أفرادا ناجحين في وظائفهم من أجل رفع الإنتاج الوطني في شتى المجالات.
و في موضوع ذات صلة أطلع على مهام مستشار التوجيه و الارشاد المدرسي و المهني
